لم يكن له أب ثم هو في سائر أمره مخالف لآدم أوله خلق الله إياه بيديه والثاني أن الله خلق آدم بتمامه من طين لم يكن صغيرا فيكبر ولم يشتمل عليه بطن ولا رحم ولم يرضع بلبن صغيرا في المهد فكما هو في هذه الأشياء مخالف لآدم فهو له مخالف في خلق يدي الله تعالى وكما أنه ليس كمثله شيء فليس كيده يد .
فافهم أيها المريسي أنك تأولت في يدي الله أفحش مما تأولت اليهود لأن اليهود قالوا يد الله مغلولة وادعيت أنها مخلوقة ولما أنك تأولتها النعم والأرزاق وهي مخلوقة فماذا لقي الله من عمايتكم هذه تدعون أن يدي الله مخلوقتان إذ إنهما عندكم رزقاه حلاله وحرامه وموسوعه ومقتوره وهذه كلها مخلوقة