إنما هي قدرة واحدة قد كفت الأشياء كلها وملأتها واستنطقها فكيف صارت للقلوب من بين الأشياء قدرتان وكم تعدها قدرة فإن النبي قال بين أصبعين وفي دعواك هي أكثر من قدرتين وثلاث وأربع وحكمت فيها للقلوب قدرتين وسائرها لما سواها ففي دعواك هذا أقبح محال وأبين ضلال فكيف ادعيت أن الأرض قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه أنها صارت يوم القيامة في ملكه كأنهما كانتا قبل يوم القيامة في ملك غيره خارجة عن ملكه فكان مغلوبا عليها في دعواك حتى صارت يوم القيامة في ملكه وما بالها تصير في ملكه يوم القيامة مطويات ولا تكون في ملكه منشورات وما أراك إلا ستدري أن قوله مطويات ناقض لتأويلك .
ومما يزيده نقضا قوله الآخر يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب وقول رسول الله يطوي الله السماء يوم القيامة