المشركون مقرون بتوحيد الربوبية جاحدون لتوحيد العبادة .
وإلا فهؤلاء المشركون يشهدون أن الله هو الخالق وحده لا شريك له وأنه لايرزق إلا هو ولايحي إلا هو ولايميت إلا هو ولايدبر إلا هو وأن جميع السموات ومن فيهن والأرض ومافيها كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره .
وإذا أردت الدليل على أن هؤلاء الذين قاتلهم رسول الله ( A ) يشهدون بهذا فاقرأ قوله تعالى : { قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر ؟ فسيقولون الله فقل أفلا تتقون } .
وقوله : { قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل أفلا تذكرون * قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم * سيقولون لله قل أفلا تتقون * قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل فأنى تسحرون } وغير ذلك من الآيات .
فإذا تحققت أنهم مقرون بهذا ولم يدخلهم في التوحيد الذي دعاهم إليه رسول الله ( A ) وعرفت : أن التوحيد الذي مجدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا الإعتقاد .
كما كانو يدعون الله سبحانه ليلا ونهارا ثم منهم من يدعو الملائكة لأجل صلاحهم وقربهم من الله ليشفعوا له أو يدعوا رجلا صالحا مثل اللات أو نبيا مثل : عيسى وعرفت : أن رسول الله ( A ) قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم إلى إخلاص العبادة لله وحده كما قال الله تعالى : { فلا تدعو مع الله أحدا }