كل ذلك من منطلق التحليل الواقعي للتاريخ والظروف القائمة، دون أن يغيب عن الذهن أن دور المسلمين ليس بالضرورة محاربة العولمة أو الحرص على إجهاضها، ولكن محاولة أكمال النقص، وإضفاء المسحة الإنسانية «الإسلامية» عليها، ومنعها من التغول، والانفرادية والاستبداد. ونختم هذا المقطع من البحث بما بدأنا به بأن قدرة الأمة الإسلامية على مواجهة هذه التحديات الكبيرة، وتأدية الواجب في حماية الإسلام والمسلمين، والإسهام الايجابي في المسيرة العالمية، هو الفهم الصحيح للإسلام، وإبراز ما فيه من حسنات يحتاجها الإنسان المعاصر والترفع عن الخوض في الفرعيات الهامشية، وكبح النزعات المذهبية والطائفية الضيقة، التي كثيرا ما تحجب نور الإسلام وإنسانيته وعالميته، واتساع آفاقه.