ـ(181)ـ P المقدمة: لا تخفى أهمية المنهج الأثري في تفسير القرآن الكريم على كلّ من كتب في علم التفسير، حيث يعدّ هذا المنهج من أخطر المناهج التفسيرية لما يمتاز به عن غيره من المناهج الأخرى من العمق التاريخي الممتد إلى حياة الرسول صلى الله عليه وآله، وما في ذلك من مواكبته لجميع الأحداث السياسية، وتأثره بكل ما في بيئة الإسلام من تيارات فكرة وعقائدية، واختلافات مذهبية، وروايات إسرائيلية، وقصص دينية، وكان هو المنهج السائد في عصور التفسير الأُولى حيث اعتمدته أصناف المفسرين من ثقات ومجروحين، ومجاهيل ومعروفين، "فما أكثر ما تجد الروايات إلى جنب المهارات، إلى جنب الثقافة الشخصية تدفع بك دفعاً إلى القناعة بما خطط هذا أو ذاك، فالملامح الذاتية للمفسّر تبدو واضحة شاء أو أبى، وقد يتعنت بعض منهم ويحملك على الإيمان بما لا تؤمن به، والى الثقة بما لا يوثق فيه"(1). ________________________________ 1ـ المبادئ العامة لتفسير القرآن الكريم: 78، د. الصغير.