ـ(365)ـ والاعتماد على القواعد المستقاة منها. ثانيا: إذا رأوا تعارضاً بين روايات السنّة فإنهم لا يضربون عنها بل يلجؤون إلى طرق العلاج التي يبقون بها في دائرة السنّة. ثالثاً: إنهم حاولوا الحصول على النسب القائمة بين السنّة والقرآن من التخصيص والتقييد والنسخ والبيان والتفصيل. وفي ضوء هذه الأمور يمكننا القول: إنّ بروز الفقه كعلم مستقلّ كان وليداً للسنّة بمعنى أنّ الفقه كان في بداية تكوّنه عبارة عن نتائج ذلك الرجوع إلى السنّة، سواء فيما نصّت عليه أم فيما لم تنص عليه، ولذلك نرى أنّ الفقه في كتب المتقدّمين من السنّة والشيعة كان عبارة عن نقل الروايات وأحيانا التعليق عليها، ويمكن رؤية ذلك من خلال النظر إلى موطّأ مالك أو النهاية للشيخ الطوسي. 4 - محاولة معرفة طرق الاستفادة الصحيحة من السنّة: إنّ تقيّد العلماء بالسنّة جعلهم يدركون الحاجة الماسّة إلى كشف طرق تضمن صحّة الاستفادة من السنّة، فاندفعوا إلى معرفة ذلك، وأثمرت المحاولات الأوّلية لهم عن تكوين مجموعة من مباحث الألفاظ التي هي أساس علم الأصول، ومطالعتنا لتاريخ علم الأصول تهدينا لذلك(1). خاتمة: من خلال ما سردنا في صفحات هذه المقالة يتبيّن لنا ما للسنّة الشريفة من مكانة مرموقة وأهمّية كبيرة في حياة المسلمين، وأنّها استطاعت رغم العوائق والصعوبات أنّ _______________________________________ 1 - تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام للصدر: 31.