ـ(85)ـ P تصدير: ?لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ?(1). بعث الله محمداً صلى الله عليه وآله بالحقّ ليُخرج عباده من عبادة الأوثان إلى عبادته، ومن طاعة الشيطان إلى طاعته، بقرآنٍ قد بيّنه وأحكمه ليعلم العباد ربّهم إذ جهلوه، وليقرّوا به بعد إذ جحدوه، وليثبتوه بعد أن أنكروه، فتجلّى لهم سبحانه في كتابه، من غير أن يكونوا رأوه، بما أراهم من قدرته، وخوّفهم من سطوته(2). والقرآن هو الناصح الذي لا يغشّ، والهادي الذي لا يُضلّ، والمحدّث الذي لا يكذب، وما جالس القرآن أحد إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان؛ زيادة في هدىً، أو نقصان من عمىً، وليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحدٍ قبل القرآن من غنىً. وإنّ الله سبحانه لم يعظ أحداً بمثل هذا القرآن، فإنّه "حبل الله المتين"، وسببه ________________________________ 1ـ سورة آل عمران: 164. 2ـ نهج البلاغة، الخطبة 147، صبحي الصالح.