ـ(183)ـ P m: والصلاة والسلام على نبيّنا محمد وعلى آله الأطهار وصحبه الأبرار. الوحدة ورصّ الصفوف من أهم مقومات البناء الحضاري للأُمة الإسلامية والوحدة ضرورة شرعية وعقلية أكدّ عليها القرآن الكريم والنبي صلّى الله عليه وآله وسلم وحكم بها العقل السليم التاريخ أثبت لنا ضرورتها في تتبعه لسير الحضارات التي نمت وترعرعت وازدهرت بالوحدة، وتدهورت واضمحلت حينما بدأ التمزق والفرقة يدبان في سيرها، والوحدة الإسلامية ممكنة التحقيق وليست مستحيلة كما يشيع أعداء الإسلام، ويأتي إمكان تحققها لوجود ثوابت مشتركة بين جميع المذاهب، أما الفواصل فهي فواصل جزئية لا تمنع من الاشتراك في الأفق الواسع، أفق العقيدة والمصير والمصالح والمواقف الواحدة، ومن نقاط الاشتراك خصوصاً في مجال الحكومة الإسلامية هو دور الأُمة فيها عن طريق الالتزام بمبدأ الشورى بين الحاكم الإسلامي والأُمة، لتقوم الأُمة متعاونة مع الحاكم في أداء دورها مسؤوليتها التاريخية باختيارها ودوافعها الذاتية، وفي بحثنا هذا تسلط الأضواء على أُسس