ـ(607)ـ للناس أسباب الفجور والخلاعة ويروج فيها ما يناقض أحكام الإسلام ويفسح المجال لكل فكر مستورد للانتشار ويخنق من ينشر أفكار الإسلام أو يسمع بتقديم الإسلام المشوّه للأُمة كي تكره الأُمة وتشمئز منه وتعرض عنه. أتعقل أن تظهر خير الشرايع على يد خير الأنبياء لإنقاذ البشرية من الظلمات إلى النور ثم يستلم ذلك كل طاغ وظالم وفي النهاية يأمر الإسلام بإطاعة الظالم ويعاقب على معصيته وايّ تشريع ينشر الفساد ويدعو للشقاق والفتن كهذا والعجب انه من يرفع السيف فهو باغي لابدّ من قتاله وان سيطر وتمكنّ وجب طاعته ولزمت بيعته. يبقى أن ننبّه إلى أن ما ذكرناه في شرائط الولي قد يقدّم ويؤخر منها تبعاً لقانون التزاحم وطريقة علاجه ولم نتعرّض أيضاً لحالات التزاحم أو الاضطرار في عموم ما قدّمنا ذكره لضيق المجال ولهما قوانينهما وطرق علاجهما والله الهادي إلى سواء السبيل وهو حسبنا ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون. القرآن المهجور: ?وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا?(سورة الفرقان: 30). والقرآن العزيز أحد ممن يشتكي إلى الله عزّ وجلّ يوم القيامة مما جرى عليه في هذه الأُمة ان القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الموجود في المعمورة الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا خلفه بشكل مقطوع. وهو كتاب هداية وهو قانون الله تعالى أنزله على عباده بيد خير خلقه لإقرار أسعد حياة في الدنيا واجمل مسيرة إلى الآخرة واكمل مرتبة من مراتب الخلود في الآخرة عن طريقه. فهل تعاملت الأُمة بعد بما يناسبه، وبما يناسب احتياجاتنا.