ـ(7)ـ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. الوحدة الإسلامية هي مفهوم قرآني ومبدأ إلهي تنشأ عن صميم الوحي والعقيدة الإسلامية وهي أمنية كل إنسان يؤمن بالله ورسله وكتبه. قال تعالى: ?إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ? وقال ?وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ?. والوحدة هذه تتحقق على صعيدين: صعيد الفكر والعقيدة، وصعيد العمل الاجتماعي والحياة السياسية. ولايتم الثاني إلا بعد الوصول إلى الإجماع والاتفاق في المعالم والأصول الأساسية في المبادئ الفكرية والعقيدية. والأمة الإسلامية تمر في يومنا هذا في حالة من الاختلاف والتفتيت في كلا الصعيدين ربما يكون الأسوء في تاريخها منذ قرون. فالمسلمون وهم أكثر من 20% من سكان الكرة الأرضية بما لديهم من الطاقات والثروات الهائلة والمناطق الاستراتيجية، لا يزالون يعانون من الأمية والفقر وعدم التنمية والتخلف والأزمات المختلفة نتيجة لاختلافاتهم الفكرية والسياسية وضعفهم في المجالات الاقتصادية والعلمية والتقنية. وقد حاول كثير من العلماء والمفكرين والمصلحين منذ أكثر من قرن لمعالجة هذه الحالة السيئة بأفكارهم وآراءهم وأعمالهم ورفعوا شعاراتهم وهتافاتهم لإيقاظ الأمة واتحاد صفوفها تحت راية القرآن ولأجل إقامة مجتمع إسلامي يزدهر فيه العز والكرامة. والصحوة الإسلامية المباركة التي نشاهدها اليوم في الساحة العالمية هي نتيجة لتلك الشعارات والأفكار الزاخرة بالخير والمجد والعطاء، ومن أبرز معطيات هذه الحركة المباركة انتصار الثورة الإسلامية في إيران وقيام الجمهورية الإسلامية بقيادة أحد رجال الدين المصلحين وهو الإمام روح الله الموسوي الخميني العظيم «رضي الله عنه». ولقد استطاعت هذه الثورة الماركة أن تخلق أمنيات عطرة في قلوب الشعوب الإسلامية لأجل التغلب على مشاكل الأمة في العصر الحاضر وعرض الفكر الإسلامية كبديل الهي للأفكار المادية والإلحادية المدعية نجاة الإنسان وسعادته.