أخطار الحركات التبشيرية في العالم (يُريدون أن يُطفئوا نُور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يُتمّ نُورهُ ولو كره الكافروُن). (التوبة32) محمد جواد البُستاني الديانة الإسلامية الحقّة، طوال مسيرتها المباركة والحافلة بالخيرات، عانت الكثير من المحن والتّعدي والإجحاف من قبل اعدائها الظالمين والمزيفين للحق والحقيقة. فاذا اراد باحث ما، تسليط الأضواء على مجموع هذه الجرائم واستقرائها، لتبيّن له انّ البعض من الحقودين المنتسبين للنصرانية واذرعها، هُم من اكثر الفئات تعدّياً واجراماً وتزييفاً على المسيرة الإسلامية. وهذا إن دلّ على شيء فإنمّا يدّل على حقّانية الإسلام ونبيه الكريم، وبطلان عقائد هؤلاء الحاقدين وسخافتها. فهم من هذا المنطلق يكُثرون من مواجهاتهم الفكرية والعملية تجاه اسلامنا العزيز، كي يُغطّوا من جهة على مساوئهم وأباطيلهم إن كانت قابلةً للتغطية، ويمنعوا من انتشار رُقعة الإسلام فكرياً وجُغرافياً من جهة اُخرى. متناسين أنّ الدعوة والتبليغ كلما كانا إلهيين وخالصين رسخا في القلوب واهوتهما افئدة الناس. وبالفعل هذا ما أثبتته التجارب، حيث في كثير من الأحيان كانت مساعيهم المضللة تبوءُ بالفشل والهزيمة. ما سأتناوله في بحثي هذا هو التبشير النصراني والأخطار المترتبة عليه، وكذا الأدوات الخطيرة التي يستخدمها ارباب الكنائس لتنصير الشعوب. وأخيراً ما هو المفروض علينا نحن أتباع الديانة الإسلامية الرفيعة تجاه هذه الحركة المدروسة والمضلّلة. تنويه في المقام وهو انّه يجب علينا في بادىء الحديث ان نؤكّد على انّ ما سنتناوله في مقالنا هذا حول النصرانيّة كدين سماوي كبير، وحول التبشير العيسوي كأداة فاعلة لهذا الدين، لا يشمل تلك الوجوه او الفئآت المسيحية المعتدلة في خطواتها والمنصفة في متبنيّاتها. لأنّ التغيرات الاجتماعية والسياسية والعلمية والتقنّية التي عمّت العالم في العهود الأخيرة، ارغمت العالم المسيحي على ان يتنازل عن جموداته السابقة وتعصّباته الفارغة المعادية حتّى للفطرة الانسانية، ولكي يرتقوا مطيّة هذا الركب التغييري العارم. ولذلك ظهرت فيهم كما في الكثير من اتباع الديانات والمذاهب القديمة والحديثة، فئات وشخصيّات اصلاحية وفهامة، تنظر الى الواقع كحقيقة لا يصح تغافلها. فأخذوا ينادون بالاصلاح في المفاهيم والمتبنيّات العلمية والعملية للديانة النصرانية، وضرورة الكف عن كلّ تلك التعصبّات العمياء والجمود الفتّاك، اللذين ألمّا وأضرّا بهذا الدين كرسالة سماوية حقة في بدايتها، لكنّها مملوءة بالخرافات والجمود فيما بعد انبيائها. وما الانقسام الفظيع الذي نال المسيحية في القرن الخامس عشر الميلادي وعلى يد رجل مصلح ومناهض من كبار باباواتهم، ألا وهو القس لوتر، إلاّ مصداقاً ونتيجةً طبيعية لتلكم التعصّبات والجمودات المذكورة. فنحن وبالاستناد الى الكثير من أدلتنا الدينية الحقّة نعلن، إننا لا نقصد هؤلاء ولا نروم جرح مشاعرهم ولا ينبغي تصحيح جهودهم في مقالنا هذا، والذي قد يعتبره البعض انّه جارح ومفرز وغير مُميز بين المتعصّب والمنصف من اتباع الديانة المسيحية. كلاّ، انّ قرآننا الكريم قد خاطبهم بالاسم وقبل اربعة عشر قرناً، ودعانا نحن المسلمين للتفاهم والحوار الصريح والنافع معهم. وذلك بقوله تعالى: (ولا تُجادلُوا أهل الكتاب إلاّ باللّتي هي أحسن إلاّ الذين ظلموا منهمُ وقولوُا آمنّا بالذي اُنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن لهُ مُسلمُون). (العنكبوت46). فمن خلال هذه الآية والآية 64 من سورة آل عمران يتبيّن موقفنا كمسلمين دعاة للحق، تجاه المفكرين الجُدد في العالم المسيحي، الذين يطرحون شعار الحوار السلمي والتفاهم البنّاء بين اتباع الديانات السماوية بدلاً من شعار المواجهة العدائية. أهـــداف التبشير في الواقع إنّ ارباب الكنائس ورهبانهم، لما شاهدوا عجز انفسهم من إقناع الشعوب وفشل معتقداتهم من جرّ الناس إلى النصرانية، ولا سيما بعد النهضة العلميّة في اوربا، حيث اُبعد الدين عن الدولة تمام البُعد، حاولوا التسلط على أقاليم ودول أخرى، بُغية الحصول على اهداف، نذكر بعضها فيما يلي: 1) إبادة الدين الإسلامي ونظمه الراقية: وهذا هو اهم ما يُشغل بال المبشرين في تحركاتهم كما هو بُغية المستكبرين. لأنهم بعدما تيقّنوا بحيوية الإسلام وفاعلية أحكامه ونظمه، وأن الرسالة الإسلامية ستكون سدّاً منيعاً تجاه خرافاتهم واباطيلهم، وأنّ الدين الإسلامي قد بنى دعوته على الحكمة والموعظة الحسنة التي لا تُقر لهم قراراً اذا ما انتشرت في الأوساط العلمية والإجتماعية، بادروا الى صياغة جديدة وبالتحديد قبل ثلاثة قرون من أجل تدمير الإسلام وإزالته من الوجود. فكان الدور الميداني والفعّال في هذه المبادرة للمبشرين الذين كانوا يتظاهرون بالتديّن والزُهد والتواضع من اجل اغفال الشعوب وإبعادهم عن معتقداتهم وتقاليدهم. لذلك نراهم في المؤتمر العالمي للتبليغ والتبشير المسيحي الذي اقاموه سنة 1965م في مدينة أوبسالا السويدية اجتمعوا، وجعلوا شعارهم مواجهة الإسلام([1]). 2) تضعيف عقائد المسلمين وتشكيكهم بدينهم: إذ كما نعلم إن فكرة التشكيك والتضعيف خطّة ناجحة ومعمولة لدى أتباع جميع المذاهب والاديان واصحاب الرؤى في مواجهة خصومهم الفكريين وإزالتهم عن الوجود. بل وحتّى إسلامنا العزيز يؤكد عليها مادامت مبتنية على الحقيقة والواقع الخارجي أي انّ الفكرة التي نشكك فيها ونضعّفها في نفوس اتباعها حقاً هي موجودة ومُتبناة من قبلهم. أمّا ان يُشكك في فكرة غير موجودة لدى الخصوم الفكريين، أو أن تضعّف الى حدّ الإسقاط مع كونها غير مُتبناة من قبلهم، فهذا ما لا يؤيّده الذوق البشري، وكذا لا تجيزه الرسالات السماوية. وهو ما يتبّعه ارباب الكنائس ومُبشروهم ضد الإسلام والمسلمين كحربة مخربة لافسادهم. هذا مع علمهم القاطع بأن المسلمين جميعاً، بما فيهم الفُسّاد خُلقياً لا يتزعزعون عقائدياً ولا يتركون مبادىء دينهم الحنيف بتأثير دعايات المبشّرين، الواهية والمضلّلة. دع عنك تلك الاتهامات والاراجيف التي يبثّونها ضد الإسلام. والحال انّ المسلمين يعتزّون بمضمونها ويتفاخرون، دون أي كلل او صعوبة للإجابة عليها. نذكر بعضها للإستشهاد: منها (مسألة تعدّد زوجات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنه كان مُغرماً بالنساء([2]). مع إن هذا الأمر ليس من إختصاصات نبي الاسلام، بل جميع المسلمين يجوز لهم ذلك شرعاً. بل بنص كتبهم المقدّسة بعض الانبياء السلف كسُليمان (عليه السلام) كان قد تزوّج العشرات من النساء. ومنها مسألة انّ المسلمين يُلقّبون نبيهم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بحبيب الله، ويُلقّبون المسيح (عليه السلام) بروح الله والروح بالتأكيد اعز واشرف من الحبيب كما هو واضح)([3]). ومنها (مسألة أنّ الإسلام ترتيب ملفق من اليهودية والمسيحية والوثنية والعربية). أي إن الدين الإسلامي ليس له أصالة فكرية مستقّلة حسب زعمهم([4]). ومنها (مسألة إن الإسلام يأمر المرأة أن تبقى أمّية ثمّ يعيرها ويعاقبها لجهلها).([5]) ومنها (فرية انّ الإسلام) بسبب التدهور الإقتصادي والمالي الذي اُصيب به في بدء الدعوة الإسلامية وكذلك في الفترات اللاحقة، اضطُر وباقتراح من زعمائه الاوائل، الى الفتوحات وشن الحروب، كي يأخذوا بعدها الجزية من سكّان البلاد المفتوحة، ويسدّوا بذلك نقصهم الاقتصادي والمالي)([6]). ومنها (مسألة ان محمداً بزعم اتباعه قد مات ورحل عن الدُنيا، والحال انّ عيسى (عليه السلام) باعتراف القرآن لا يزال حيّاً في السماء، والحي أفضل من الميّت بالتأكيد)([7]). ومنها (ادّعاء انّ الإسلام لا يعتقد بإمتلاك المرأة للروح الانسانيّة. فهذه الروح خاصة بالرجل استناداً الى قرآنهم القائل: ونفختُ فيه من رُوحي، اي في آدم دون حوّاء الأُنثى). ومنها (مسألة اعتراف القرآن بأن التوراة والانجيل هما كتابا هداية، وكذلك هما مصدّقان من قبله)([8]). كما في الاية الثالثة من سورة آل عمران: (وأنزل التوراة والإنجيل من قبلُ هُدىً للناس). والآية 46 من سورة المائدة و31 من سورة فاطر. وأخيراً مسألة إن الإسلام انتشر بالسيف والعنف، واكثر من اراقة الدماء وازهاق الارواح([9]). هذه مُضافاً الى افتراءات اُخرى يتهمون بها الإسلام كما قلنا، والحال انّ المسلمين يفتخرون بها ويعتبرونها من أعز مبادئهم العقيدية. كمسألة تأكيدهم على جهل المسلمين لكونهم يعتقدون بالتنزيه، أي تنزيه الله عن التجسيم والتمثيل. والحال انّ الله بزعمهم له يد ورجل وعين وفم وهكذا كالبشر([10]). فهذه الدعاوى المزورة والمزاعم الباطلة هي التي اكّد عليها من قبلُ صموئيل زويمر، رئيس جمعيّات التبشير العالمي، في المؤتمر الذي انعقد للمبشرين عام 1935م في القدس بقوله: إنّ مهمة التبشير التي ندبتكم الدول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية، ليست في ادخال المسلمين في المسيحية. بل إنّ مهمتكم هي أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق([11]). 3) نشر الثقافة المخرّبة والخُلق المنحط: فهم وإن ادعّى الكثير من زعمائهم ومبشريهم بأنّ الإسلام لا خُلق له ولا تعاليم روحيّة، لكنهم في أماكن اُخرى ناقضوا انفسهم وقالوا: إنّ نجاح عملنا التبشيري والتنصيري يكمن في تخريب خُلق المسلمين وسلوكياتهم. كما وانّ اتخاذهم المدارس والمعاهد العلمية والتثقيفية في البلاد الإسلاميّة، كساحات للعمل التبليغي، لهو مؤشر صريح على خوفهم من الثقافة الإسلامية واصرارهم على ازالته من اوساطهم. وهذا ما اكّد عليه احد رموزهم المدعو امرماديوك باكتول بقوله: إنّ المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم في العالم بنفس السرعة التي نشروها بها سابقاً بشرط ان يرجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حين قاموا بدورهم الاول. لأنّ هذا العالم الخاوي (الغرب) لا يستطيع الصمود أمام روح حضارتهم([12]). فاذن حسب زعمهم يجب نشر الثقافة المخرّبة والخُلُق الدنيء، حتى وان كانتا مخالفتين لتعاليم المسيح (عليه السلام). 4) منع إنتشار الإسلام في الأقطار المسيحية: فمّما لايخفى على قادة المسيحية العالمية ومبشريهم هو انّ دينهم الناقص وتعاليمهم المضللة، غير قادرة على إغناء المجتمعات البشرية ولا سيما شعوبهم النصرانية، فكرياً وسلوكياً وإجتماعياً وروحياً. اذ أنّ هذه النواقص والنواقض والأضداد والتسامحات، جعلت من الديانة النصرانية هيكلاً خاوياً لا يستطيع إغناء البشر المعاصر، المتنامي بافكاره وخُلُقه وتطوّره. الأمر الذي يجعل الشعوب المسيحية كسائر شعوب العالم متعطشة لافكار وتصوّرات جديدة وموافقة للفطرة الإنسانية. فمن خلال تصريحات الكثير من منظري الفاتيكان ومبشريهم، نعرف انّ مخاوفهم تنحصر في الإسلام والمسلمين فحسب، دون غيرهم من الأديان والمذاهب. وهذا ما أكد عليه حتّى سياسيّوهم من امثال غابريل هانوتو، احد وزراء الخارجيّة الفرنسية سابقاً، بقوله: لا يوجد مكان على سطح الأرض إلا واجتاز الإسلام حدوده وانتشر فيه. فهو الدين الوحيد الذي يميل الناس إلى اعتناقه بشدة تفوق كلّ دين آخر([13]). بل راحوا يتنبئون قلقين لمستقبلهم المجهول، ولما سيُصيبهم من عظمة الإسلام وتفوّق حضارته. الأمر الذي ستنهار أمامه اركان عقائدهم المزوّرة وحكوماتهم الوضعية. فهذا آلبر مشادُر احد منظريهم هكذا يفصح عن قلقه: من يدري ربّما يعود اليوم الذي تصبح فيه بلاد الغرب مهددة بالمسلمين. فالامارات الدالة على هذه الاحتمالات كثيره، وإن المسلم قد استيقظ يصرخ ها أنا ذا، إنني لم أمُت.([14]) 5) بثّ الخلافات الهامشية بين المسلمين: حيث تتفرّق الأمّة الإسلامية الواحدة، وبتمزيق صفوفها ومعالمها تندحر امام اعدائها حتّى في أبسط الفتن والتناحرات. وهذا ما كان دأب الإستعمار وطلائعه التبشيرية، أي حملة الكتاب المقدّس طوال العهود السابقة. فقاعدة فرّق تسُد وإن كان المعروف انتسابها إلى سياسة الإستعمار الأوروبي، ولكنها في حقيقة الأمر نظرية مقتبسة من كتابهم المقدّس وتعاليم رجال كنائسهم. لأنّ اصل الخلاف كما نعلم قد يحصل حتّى بين الاخوين من افراد الأسرة الواحدة، وهو ليس بغريب. بل الغريب أن يتجهز مجموعة من الدخلاء على الأمة الإسلاميّة، وبعد تحمّلهم عناء السفر والحرمان والتغرب، كلّ ذلك من اجل تفكيك اواصر الاخوّة وازدياد البغضاء والشحناء بين المسلمين. والمؤسف انّهم يقومون بكل ذلك تحت مظلّة الديانة النصرانية والرأفة والمحبة العيسوية التي هم مبشروها. اذ كما في تصريحات كبار قساوستهم ومستشرقيهم، إنّ اوّل ما يجب تعليم المبشّرين عليه هو دسّ التفرقة والتناحر، اللازم تطبيقهما في البلاد المستعمرة والمُحتلة. لننظر الى وصية القس سيمون اليهم ونرى كيف يُصر على تفرقة المسلمين والمنع من توحّد صفوفهم: إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية وتساعد على التملّص من السيطرة الأوربية، والتبشير عامل مهم في كسر شوكة هذه الحركة. من اجل ذلك يجب أن نحول بالتبشير اتجاه المسلمين عن الوحدة الإسلامية([15]). 6) تقوية الروح العدائية في المسيحيين تجاه المسلمين: فاذا كان المبشرون عند دخولهم البلاد المستعمرة، ولا سيّما الإسلامية منها، يتظاهرون بالعطف والمحبة والتضحية من أجل اغفال الشعوب المستضعفة، فواقع امرهم وحقيقة دعاياتهم قبل ذلك، أي حين كانوا في بلادهم، تتغايران مع واقعهم الاوّل كلّ المغايرة. اذ انهّم قبل مغادرة بلدانهم يُشحنون بالغيض والحقد على المسلمين، حتّى لا يتوانوا ولا يملوا من عملهم التبشيري. تماماً كما اعترف بذلك المستشرق الألماني گاردنر حين قال: «إنّ ما يخيف اوربا هي القدرة الكامنة في الإسلام والتي جعلت المبشرين يعتبرون عداء الكنيسة للإسلام عداءً دينياً مقدساً([16])». ذلك كلّه استجابةً لرغبات ساستهم وقساوستهم وتحت ظلال الكتاب المقدّس. وهذا ما يكشف عنه نشيد الجنود الإيطاليين يوم غزوا الأراضي الليبية الإسلامية لاحتلالها. حيث كان القادة يزقون في ضمائر جنودهم روح التعدّي والإجرام للامة الإسلامية التي هم جاؤوا بغرض احتلال اراضيها ونهب ممتلكاتها. خلافاً لكل الأعراف الدولية وكذا خلافاً لشعارات العطف والمحبة والتضحية التي يرفعونها استناناً بسنة نبيهم المسيح (عليه السلام) فكانوا ينشدون: يا امّاه الا تعلمين أنّ إيطاليا تدعوني *** وأنا ذاهب الى طرابلس فرحاً مسروراً لابذل دمي في سبيل سحق الامّة الملعونة *** ولاحارب الديانة الإسلامية ولاقاتل بكل قوتي لمحو القرآن *** وإن سألوك عني فقولي: إنه مات حين محاربة الإسلام هذا مضافاً إلى انهم يحاولون تقوية هذه الروح العدائية حتّى لدى الكتابيين الذين يعيشون في الأقطار الإسلامية بكل سلم وامان مع مواطنيهم المسلمين. كما حدث مثل ذلك في لبنان مرات عديدة. 7) تبليغ فكرة حاجة العالم الإسلامي إلى الغرب المسيحي: وهذه الحربة مع كل الأسف قد اثرت في الكثير من شبابنا المثقّف. حيث اعتقدوا وعن قناعة، أنّ حياتنا ممزوجةً بحياة الغرب والغربيين، وانّنا لاواقع لنا من دون الثقافة الغربية. حقّاً كم هو مؤسف أمر شبابنا المسلم حينما يتوجهون إلى بلاد الغرب وبأموال المسلمين أنفسهم، بغية اكمال دراساتهم ونيل الشهادات العُليا، واذا بهم يجبرون على التلمذة عند مغرضين قد تلبسوا بزيّ العلم والتدريس، لكنّهم في واقع الأمر من قساوسة الفاتيكان ومبشّريهم. أو أنّ المبشرين يأتون بأنفسهم إلى بلادنا، ويقدمون هكذا سموم مخلوطة بالعسل لنا ونحن في عُقر دورنا. وإلا من يُصدق ان شخصاً كحسن تقي زاده وهو من الشخصيّات البارزة في العهد القاجاري في ايران، والذي كان في بادىء امره عالم دين متلبساً بزيّ العلماء، قد انحرف عن مسيره بعد أن سافر الى اوربا والتقى بعلماء النصرانية ومبشريهم، فرجع يدعو الى ضرورة الالتحاق بالركب الغربي، والأخذ منهم في كل صغيرة وكبيرة، لأنّ الإسلام حسب زعمه ناقص ولا قابلية له لمسايرة الزمن والتطوّر الغربي. وأمثاله كثيرون في بلادنا الإسلامية وكذا في اوساطنا الجامعية حيث قد أثرت عليهم دعايات المبشرين. 8) إنشاء انظمة عملية في البلاد الإسلامية تسعى لتبليغ المسيحية وتبرير مساعي مبشريها: وهذا ما حدث بالفعل في البعض من الدول الإسلامية أو التي فيها نسبة كثيرة من المسلمين كسوريا في العهود السابقة وايران في العهد الملكي وتركيا ومصر والأردن والمغرب وكذا في لبنان إلى يومنا هذا. لذلك فإنّ من جملة إشكالات الإمام الخميني قائد الثورة الإسلامية (رضي الله عنه)، على الحكم الشاهنشاهي البائد، هو سماح الحكومة للنصرانيين ومبشريهم بالتبليغ والتنصير في مناطق واسعه من ايران، بما فيها القُرى النائية التي لا يتصور وصول المبشرين اليها. فقد كتب رضوان الله عليه فى البيان الذي اصدره سنة 1964م وبالإشتراك مع مراجع التقليد يومذاك، وهم الآيات السيد الميلاني والسيد المرعشي النجفي والسيد القمّي وآخرون، مانصّه: (إنّ جميع الفرق الضالة في بلادنا (ايران) يبلغون ضد الإسلام ولهم محاملهم الحرّة ومجالسهم العلنية. المسيحيون لهم بث اذاعي في الكنيسة الإنجليزية بطهران ولهم مؤسسة في كرمنشاه ولهم مدارس معترف بها، ويتمتعون بحماية الحكومة لهم، وكذا بكل حرية تُنشر اللادينيّة. امّا المسلمون ومبلغوا المذهب وعلماء الإسلام فليسوا بأحرار)([17]). هذا ما اردنا ذكره عن بعض الاهداف التي كانت المسيحية العالمية تبغي تحقيقها في العالم الإسلامي وبواسطة مبشريها. وسائــل التبشير امّا الوسائل والادوات التي كانوا يستخدمونها حين غزوهم التبليغي إلى البلاد الإسلامية، فهي مُضافاً الى الكنائس والاديرة، كذلك: أولاً: رجال التنصير والتبشير ـ الذين قد عقدنا البحث من أجلهم. ثانياً: الكتب والمجلاّت والاذاعات والمحافل العامّة: ونحن في واقع الأمر اذا كانوا يكتفون في نشاطهم التبليغي على ساحات تواجد المسيحيين فحسب: لم نكن نتأثر ولا ننقدهم. لكنّهم وللأسف استخدموا جميع هذه الطاقات والأنشطة وبأوسع الأساليب، من أجل النفوذ الى الدائرة الإسلامية وتغيير مسارها. فمضافاً الى ما يصدر منهم من منشورات رسمية وبأسم الكنيسة والتنصير، هناك العشرات من الكُتب والمجلاّت يعرضونها وبألوان مختلفة واحجام متعدّدة، يخاطبون فيها الكبار تارةً والصغار اُخرى والشباب حيناً والنساء آخر، هدفهم الوحيد منها جذب النفوس إلى معتقداتهم الزائلة. كما وانّ اذاعاتهم الصوتية المتعدّدة وقنوات تلفزتهم في مناطق واسعة من العالم تقوم بنفس الدور أيضاً. هذا كلّه مُضافاً الى التجمّعات السرية والعلنية التي يقيمونها بين الحين والآخر، من أجل إجهاض مسيرة الأديان والمذاهب التي يعتبرونها معاديةً لهم ولخططهم. ثالثاً: الكفاءات العلمية والفنية والمهنية: فمّما لا ريب فيه انّ المجتمعات البشرية في تغيرات احوالها الدنيوية والمعروف بإقبال الدنيا وادبارها، قد تمّر عليها او على بعض افرادها حالات سلبية تؤدّي بهم الى الفقر والمرض والجهل العلمي. الأمر الذي يفرض على الآخرين ولا سيّما الحكومات ان يمدّوا لهم يد العون والإغاثة، لكي ينقذوهم مّما قد يكون سبباً للهلاك والأضمحلال. أمّا أن تأتي النصرانية العالمية وبواسطة مبشريها، فتستخدم ضعف المجتمعات من هذا الجانب وتجبرهم على قبول تبليغها التبشيري، فهذا ما ترفضه جميع الضمائر الحيّة. إذ هم في بادىء الأمر يدخلون بلادنا الإسلاميّة تحت عنوان الطبيب والاخصّائي والفنان والاستاذ والمدرّس وغيرهم، لكن بعدما يراجعهم المرضى للعلاج واصحاب الحاجة لقضاء حاجتهم والطلاّب للتلمذة على يدهم، يتبين انهّم مبشّرون هدفهم الأوّل تبليغ النصرانية، ومن ثمّ يهدفون الى التطبيب والتدريس وإعانة الناس وما شاكلها. فهم في واقع الأمر تحت غطاء التدريس والتطبيب والاغاثة وفي بعض الأحيان تحت عنوان السياسي والسائح والمصوّر والصحفي، يغزون بلادنا التي قد تفتح لهم القلوب، التزاماً بالتعاليم الخُلُقية التي تأمرهم بها الشريعة الإسلامية، لكنّهم يغدرون بها فيطعنونها من القفا. وبالفعل قد اثبتت التجارب انّهم في بعض البلدان الإسلامية ولا سيّما في افريقيا ولبنان، طلبوا من الناس ان يتنصروا ويتركوا إسلامهم. ولمّا جوبهوا بالرفض من قبل الشعوب، هددوهم بالإمتناع عن التدريس والتطبيب والإغاثة. الأمر الذي لم يتريثوا من العمل به في بعض المناطق. او على أقل التقادير إنّهم كانوا يفرضون على المرضى والمحتاجين الركوع للصليب، او أن يذيعوا بين الناس من بعد شفائهم، أنّ المسيح هو الذي شافاهم وانقذهم من علتهم([18]). وكذا بالنسبة للفقر والحاجة، التي تأنّ منهما شعوب افريقيا الوسطى مثلاً، فقد استُغلا من قبل المبشرين لجرهم نحو التنصير([19]). واكثر من هذين المجالين، فمن جهة التعليم والتدريس اللّذين قصما بهما ظهر العالم الإسلامي وسائر الشعوب المستضعفة، كما أشرنا اليه في البحث عن الهدف الثالث والسابع. وأمّا مسؤوليتنا نحنُ! بعد ذكر هذه الأرقام والتصريحات عن الأهداف التي يبحث عنها قادة الفاتيكان والكثلكة العالمية من الارسال الوسيع للمبشرين الى عقر دور المسلمين، ينبغي الاشارة إلى ما يجب علينا نحن المسلمين وحملة هذه الشريعة المستهدفة، من وظائف كي نثبت من خلالها إننا بمستوى المسؤولية اولاً، وكوننا قد اعتبرنا بالماضي وبما تجرعناه في العهود السالفة منهم ثانياً. هذا ورائدنا في المسير هي مقولة الإمام شرف الدين العاملي القائل: لم ينتشر الهُدى إلاّ من حيث انتشر الضلال. وأما وظائفنا هي كالتالي: 1) توعية المسلمين لما يُحاك ضدّهم من قبل امّة الكُفر: لأن البعض من إخواننا يعتقد ان الإسلام هو دين الحق والحقيقة، وأن المسلمين سيظهرون على الدين كلّه، وانّ الله سبحانه قد وعد حفظ القرآن ونصرته، إذن لماذا الجُهد والجهاد من اجل مقاومة الأعداء ولاسيمّا المبشرين؟ ويبدو إن هؤلاء نسوا انّ عصرنا هذا هو عصر التحدّي والمواجهة التبليغية والتوعويّة. فكل من يجاهد اكثر من غيره فهو الفائز والمنتصر، وامّا الخاسر فسيخسر الساحات العلمية والعملية معاً. وبما ان المبشّرين في العهود الأخيرة اكثروا وابتدعوا من اساليب مواجهتهم للمسلمين وفصائلهم. فيجب استخدام جميع الإمكانات والطاقات المتوفّرة لدينا لأجل مجابهتهم باللتي هي احسن. كي نصون بذلك امتّنا الإسلامية المجيدة من التزوير والحقد التبشيري الذي لا يرضى بأقل من دحرنا ومن ابادة دين الله الواقعي. 2) تذكير المسلمين بعظمة اسلامهم العزيز ونظمه الراقية: ذلك باعتبار انّ الاجانب والحاقدين على الدين الإسلامي، بما فيهم الصليبيون ومبشروهم، من جملة الخطط التي استخدموها طوال مسيرتهم الاستعمارية للشعوب الإسلامية المستضعفة هو محاولة اخفاء معالم الإسلام وآثاره الدالة على عظمته وكذلك تناسي كل تلك النُظم الراقية والمتطوّرة التي لو طبقت بحذافيرها لما بقي للاديان والمذاهب الاُخرى شأن وكلام يعرضونه للأجيال والضمائر الحيّة، دع عنك منافستهم لإسلامنا العزيز. وما هذه الدعوات الخاطئة التي نسمع بها بين الحين والآخر من افواه محسوبة على الديانة الإسلامية، حيث يخطّىء بها الدين وتعاليمه وعلمائه، وكذا لجوء البعض من شبابنا الإسلامي إلى بلاد التنصير والتبشير، اعتقاداً منهم بنقص الإسلام وتخلّفه وتأخره وبتقدم الغرب المسيحي وتفوّقه وتحضره، إلا مصاديق بارزة للتأثيرات السلبية التي أرغمنا عليها من قبل الاعداء والجهلة. اذن يجدر بنا جميعاً ولا سيّما اصحاب الكفاءات العلمية والفنّية، أن نأخذ على عواتقنا مهمة نُصرة الدين الحنيف ومجابهة التبشير وازلامه. وذلك بتذكير ابناء امتنا الإسلامية المجيدة، بعظمة اسلامنا المحمدي الاصيل الذي يعلو ولا يُعلى عليه، وإن خبّث المُخبّثون ودجّل الدجّالون. 3) تطوير وسائل الإعلام واساليب التبليغ وعصرنتها: فهذا المورد وإن كان مخاطبه الأول، الحكومات والانظمة التي تحمل راية الإسلام شعاراً لها، لكن المسلمين كأفراد وجماعات وشرائح، أيضاً لهم دورهم المطلوب والمؤثر في هذا المجال. لاسيّما وان الصليبية ومبشريها اخذوا يستخدمون هذه الوسائل والاساليب بوجهنا وعلينا، بافظع ما يتصوّر من استخدام خاطىء وخطير. إذ ما من فئة سنية من فئآت امتنا الإسلامية إلا وراح التبشير ومن اجل اغوائها يخاطبها بلهجتها وبحسب قناعاتها الذوقية الخاصّة بها. لذلك لا يجوز التهاون في هذا الشأن وترك هؤلاء يعبثون في البلاد الإسلامية ويُفسدون أبنائها ولا سيما جيلنا الناشىء، تحت غطاء الدين وماركة الكتاب المقدّس. بل ينبغي للجميع النهوض الموحد والشامل بوجههم حتّى نردهم الصاع صاعين. 4) تشجيع المسلمين على التبرّع المالي لمواجهة التبشير: إذ انّ إلاحصائيات المُتقنة، المنقولة عن نشاطات الصليبيين ومبشريهم في جمع التبرعات النقدية والجنسية، والاساليب التي يبتكرونها من اجل ذاك، تلزمنا ضرورة مواجهتهم بالمثل أو أفضل منه. يقول الإمام الخميني (رضي الله عنه) في هذا الشأن: اننيّ قرأت في مجلة او صحيفة لا اتذكر، أنّ المبلغ الذي يبعثه (زعماء) الفاتيكان من أجل ادارة امور ومصارف أحد قساوستهم في واشنطن باهضاً جداً. ولما تأملت اكثر، رأيت انّه (المبلغ) يتزايد على نفقات الحوزات (العلمية) الشيعية بكثير([20]). فإذا كانوا هم من اجل تبليغ باطلهم يهتمون هذا الاهتمام الواسع والمكثّف، أليس من الضروري بنا ونحن اتباع النظرية الحقّة، أن نسخر طاقاتنا المالية وكل منا بقدر استطاعته من أجل دعم الحقّ ونصرته. لاسيّما وأنّ في الشريعة الإسلامية توجد سبل متعدّدة للانفاق، بعضها واجب وبعضها مُستحب، يستطيع المكلّف المؤمن من خلالها، ولو بأخذ الإذن من الفقهاء، أن ينصر الحق ويدعمه مالياً. كما في جواز صرف الزكوات وسهم الإمام (عج) لهذه الامور. اذن كما في الفقرات السابقة ذكرنا وظيفة العلماء والخطباء والفنّانيين والمدرسين والاعلاميين وغيرهم، بضرورة مواجهة التبشير الصليبي، هنا أيضاً نذكّر غيرهم من الشرائح الإجتماعية المسلمة والمسؤولة، بضرورة المشاركة في هذا الأمر. ذلك هو الدعم المالي من القادرين عليه، والذي يُعتبر أسهل سُبل المشاركة. 5) تبيين مخازي المبشرين وبشاعة أساليبهم: فالتظاهر بالرفق والكلام اللّين والاحسان والتواضع والتبسّم وإعانة المظلومين والمضطهدين وذلك بإكسائهم وإشباعهم وبناء المؤسسات الخيرية للضعفاء والتوزيع والتبرّع المجاني كلّه الوجه الاوّل للمبشرين المرائين امّا الوجه الثاني فهو خفي مستور لا يُعرف إلا عند منازلتهم. اي عندما يواجهون بالرفض من قبل الشعوب المستضعفة التي لا تقبل اباطيلهم العقيدية وجمودهم الفكري. اذ حينذاك يظهر المبطون من واقعهم المزيّف والمغطّى بغطاء الرفق واللين والإحسان والتواضع والتبسّم وما شاكله. الويلُ الويلُ كلّه للامة او المدينة او القرية التي تعرض بوجهها عن تعاليمهم الرجعية المُجللة بما يُسمّونه بالكتاب المقدّس. وما الإبادات الجماعية للمسلمين في الاندلس سابقاً وما يجري في اثيوبيا على المسلمين العُزّل مؤخراً، إلاّ هي ادلة واضحة على بشاعة الجرائم التي تُرتكب بمرأى ومسمع من المبشرين واسيادهم دون ان يحركوا ساكنا. 6) السعي الجاد لتبيين الخرافات الواردة في كتبهم المقدّسة: فلأجله وإن اُلفت الكُتب وتحدث المتحدثون وتفنن الفنانون، لكن تبقى المناطق الإسلامية التي يُحتمل وُيتأكد نفوذ التبشير اليها هي ميداننا الواسع والجاد للمساعي التي نُبيّن من خلالها خرافات المبشرين وتناقضات كتبهم المجهولة. هذا وإن لم يبق لنا ريب بأن مثل هذه السخافات العقيدية لا يقتنع بها أبناء الأمة العصرية المثقّفة، دع عنك أبناء امتنا الإسلامية المظفّرة التي بنت مقوماتها وعلمت أتباعها على الدليل والبرهان والمنطق. نحن أبناء الدليل *** أينما مال نميل وإلاّ من يؤمن بعقائدهم بعدما يقرأ عن تثليثهم الألُوهي للاقانيم، والذي لا يمكن تصوّره عقلاً([21]). والحال انهم في اماكن أخرى من كتبهم المقدسة يذهبون الى الحلول، أي حلول الله في ذات إبنه المسيح([22]). أو أنّ الجنة تُشترى وصكُّها عبارة عن مبلغ يدفعه المُذنب وحتّى الجاني إلى القس والمطران، الغافرين للذنوب نيابتاً عن المسيح(عليه السلام)([23]). او من يُصدّق بأنّ الرهبان والراهبات طوال عمرهم لا يتزوّجون ولا يتناكحون بالفعل اقتداءً بالمسيح(عليه السلام) وامّه العذراء. ولذلك ألّفوا الكثير من الكُتب والرسائل في فضل العزوبة وفوائدها([24]). وكذا من معتقداتهم المضحكة للثكلى انّ المسيح الذي يدينون برسالته، كان ملعوناً([25]) وكان عاق والدته([26]) وكان خائناً ببيت المال([27]) وكان جباناً حين صلبه([28]). كما وأنّ تعاليمه(عليه السلام) المذكورة في الكتب المقدسة تأمر اتباعه بمقاطعة الرحم لا مواصلته. لأنه(عليه السلام) بُعث بالسيف والنار من أجل حلّ المشاكل الإجتماعية والأسرية([29]). ومن مناقضاتهم العجيبة ذكر قصة صلبه (عليه السلام) في كتبهم المقدسة، وذلك بعد انقطاع الوحي عنه ومن بعد رحيله. ومنها انّه (عليه السلام) صلب فداءً للذنب والعصيان اللذين ارتكبهما آدم ابو البشر (عليه السلام). الذنب الذي لم يُعاقب من اجله المجرم الواقعي، بل اُنتقم من عيسى البريء، فداءً للمذنب العاصي. ومن سخافاتهم التي يخجل منها القلم هو نسبتهم عمل الزنا الشنيع إلى انبياء عظام كإبراهيم(عليه السلام) ومُوسى(عليه السلام) وداود (عليه السلام) ولوط(عليه السلام). مضافاً الى أنّ إبراهيم (عليه السلام) كان عديماً للغيرة بزعمهم. إذ قدّم زوجته الشابة سارة للظالمين في مصر، كي ينجو هو من الموت، وإن كلّفه ذلك تدنيس شرف زوجته([30]). وكذا زُخرف قولهم بأنّ ارزاق العباد وآجالهم ومُصيرهم الأخروي، بيد المسيح الرب. ذلك الربّ الذي لا يستطيع ان ينجّي نفسه من الصلب والأجل الذي قدره له العباد. هذا ولهم خرافات كثيرة أخرى، بعضها مُضحكة وبعضها تثير الدهشة والتعجّب، قد سطرها وعلّق عليها علماؤنا الافذاذ وكتّابنا الرساليوّن، طوال سني المواجهة الفكرية معهم. *** واخيراً نكتفي بما أردنا إيضاحه وتبينُه عن الأهداف التي سخّر من اجلها زعماء الصليبية العالمية، هذه الأعداد الهائلة من المبشرين وبعثهم إلى عمق العالم الإسلامي، والوسائل التي يستخدمونها من أجل تحقيق مآربهم الشيطانيّة. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يردّ كيدهم إلى نحورهم، وما ذلك على الله بعزيز وهو القائل عّز اسمُه: يُريدُون أن يُطفئُوا نُور الله بأفواههم ويأبى الله إلاّ أن يتم نُورهُ ولو كره الكافرُون -------------------------------------------------------------------------------- [1]- مجلة نور دانش (فارسيّة) العدد 8 ـ سنة 1965م. [2]- ما يجب ان يعرفه المسلم، لكاتبه إبراهيم الجيهان ص90. [3]- التوضيح في بيان الإنجيل والمسيح للامام كاشف الغطاء. [4]- التبشير والإستعمار لكاتبيه الخالدي وفروخ. [5]- التبشير والإستعمار، نقلاً عن المبشر هنري جسپ الامريكي. [6]- ما يجب أن يعرفه المسلم ص94. [7]- التوضيح في بيان الانجيل والمسيح للإمام كاشف الغطاء. [8]- اسلام از نظر تورات وانجيل (فارسي) لكاتبه فرهنگ نخعى. [9]- التبشير والاستعمار نقلاً عن كتاب مبشّر نلسون. [10]- التبشير والإستعمار نقلاً عن كتاب لطفي ليفونيان الأرمني اللبناني. [11]- قادة الغرب يقولون لكاتبه جلال العالم ص71. [12]- جند الله ص22. [13]- الفكر الإسلامي الحديث ص18. [14]- لم هذا الرعب كله من الإسلام لكاتبه جودت سعيد. [15]- قادة الغرب يقولون لكاتبه جلال العالم ص74. [16]- التبشير والاستعمار للخالدي وفروخ ص36. [17]- نهضة الإمام الخميني، لكاتبه السيد الروحاني ص679. [18]- مخططات الاستعمار ـ محمد محمود صواف ـ ص 240. [19]- التبشير والاستعمار ـ تمام الفصل الثاني من مؤلّف الدكتورين الخالدي وفروخ. [20]- الجهاد الأكبر للإمام الخميني ص39. [21]- رسالة يوحنا الأولى ـ الاصحاح الخامس ـ آيه 7. [22]- انجيل يوحّنا باب 10 ـ آيات 30 و39. [23]- ما يجب ان يعرفه المسلم ص61. [24]- انجيل متّى ـ باب 15 ـ . [25]- رسالة بولس باب 3 ـ آية 13. [26]- انجيل متّى ـ باب 12 ـ آية 49 ـ. [27]- انجيل يوحّنا ـ باب 12 ـ. [28]- انجيل متّى ـ باب 27 ـ. [29]- انجيل لوقا ـ باب 12 ـ آية 49 الى 53. [30]- اين همه تبليغات چرا (فارسى) للشيخ العقيقي ص7.