الغرب والصحوة الاسلامية محمد علي التسخيري ([1]) مقدمه: العلاقة بين العالم الاسلامي والغرب تبدأ مع ولادة الاسلام. ومطالعة الآيات الاولى من سورة الروم توضح ان المسلمين – رغم قلة الاتصا لات آنذاك – كانوا يراقبون الحوادث العالمية بكل قلق. وعلى الطرف الآخر كان المشركون ايضا يراقبون. ولم تكن مسألة انتصار الفرس على الروم – كما يبدو – مسألة يمر بها المسلمون والمشركون بشكل عادي، فيفرح هذا ويحزن ذاك، وانما كان انتصار اي طرف يعني رجحان كفة الايمان او الشرك مما يكشف عن تصور الصراع على مستوى اوسع من الجغرافيا بلاريب. وهنا يبدأ التحدي والرهان – على ما تقوله بعض الروايات،([2]) ويتجلى صدق الوحي بان الروم – وكانوا في معسكر الايمان لانهم من اهل الكتاب – بعد أن غلبهم الفرس المشركون سينتصرون في بضع سنين، وهذا ما حدث بارادة الله تعالى. ولكن لا الروم ولا الفرس ما كانوا ليشعرون بما يخبىء لهم القدر من كيان سينطلق من رحم الصحراء ويكبر بعين الله وينقذ الارض من وهدة الضياع. وربما سمعوا بذلك ولم يكترثوا حتى جاءتهم الانباء بكبر هذا الوليد الصحراوي، ثم جاءتهم كتب الرسول الاكرم(ص) تطلب منهم الاسلام حتى يسلموا. فهذا كتاب الى كسرى ملك الفرس يقول فيه(ص): ادعوك بدعاية الله فاني انا رسول الله الى الناس كافة لانذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين. أسلم تسلم. فان أبيت فعليك لعنة المجوس« وهناك نصوص اخرى. ([3]) وراحت الكتب تترى الى عمال كسرى. ([4]) وهذا كتاب الى قيصر عظيم الروم جاء فيه »ادعوك بدعاية الاسلام أسلم تسلم يؤتك الله اجرك مرتين فان توليت فانما عليك اثم الاريسيين ويا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا تعبدوا الا الله ولا تشركوا به شيئا ولايتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون«.([5]) وكذلك توالت الكتب على عماله. واختلفت ردود الفعل، وكان رد الفعل المسيحي اكثر تعقلا من رد الفعل المشرك، ثم كانت المناوشات وانتهى الامر كما نعلم الى هزيمة الامبراطوريتين امام هذا الكيان خلال فترة وجيزة من الزمان. وكان المد الاسلامي الاول سريعاً وكاسحاً اذهل الطرفين فانهار احدهما وانحسر الآخر الى عمقه الاوروبي تاركا الشام ومصر والمغرب بعد أن حكمها قرابة الف عام تقريبا ومنذ غزو الاسكندر لها. وكان التقدم هذا مثار اعجاب المؤرخين الكبار من امثال ثوراستروب وغوستاف لوبون وتوينبي وتوماس ارنولد. وكانت مقاومة الفرس والروم عنيفة([6]) ولكن الاسلام كان بعث في العرب المسلمين ثورة لاتقاوم. واستمر التفوق الاسلامي تاركا اثره في الغرب. وان كان الاوروبيون قد سعوا لانكار ذلك والتاكيد على ان اجتياح الشعوب الجرمانية حدود الرومان هي نقطة التحول في التاريخ الاوروبي وليس الاسلام. يقول الاستاذ انور الجندي: »ظلت الدولة الرومانية قائمة وظلت حضارتها باقية بعد ان اجتاز الجرمان حدودها واستقروا في نواحيها. وكان ما حدث ان انتقل مركزها من روما الى بيزنطية واصاب حالتها المادية والعقلية شيء من الركود والفساد. ولكن لم تهب ثورة الاسلام وتسير كتائبه الى اراضي الرومان حتى تلاشى كل ما كان لها من معالم وآثار وكانها كانت رمادا ذرته الرياح. وقامت دولة جديدة، وظهرت حضارة جديدة حاصرت اوروبا من الشرق والجنوب… فلولا ظهور الاسلام لظلت الامبراطورية الرومانية قائمة… ولما قامت الثورات القومية التي خلقت دول اوروبا الحديثة«.([7]) ورغم ان بعض المؤرخين الاوروبيين يمجدون معركة بواتيه التي قادها شارل مارتل واوقف زحف المسلمين عام 732م (114هـ) ويعتبرونها نصرا لاوروبا الا ان الآخرين منهم يعتبرونها من اشأم الفواجع في القرون الوسطى – كما يقول كلود فاير – حيث تقهقرت اوروبا ثمانية قرون. ([8]) واثناء ذلك شنت الحروب الصليبية لمدة قرنين (1099م – 1295م) فدمرت الاخضر واليابس ولكن اوروبا اكتسبت الكثير من هذا التلاحم مما شكل سر بدء نهضتها في القرن الخامس عشر (اي بعد 3 قرون). والطريف ان نجد من الكتاب الاوروبيين المحدثين من يعترف بان الاسلام شكل العامل الخارجي للنهضة الاوروبية في القرن الخامس عشر الميلادي فليكن الغرب اليوم العامل الخارجي لنهضة العالم الاسلامي في القرن الخامس عشر الهجري! ([9]) وبينما كانت اوروبا تمر بظلمات القرون الوسطى (من القرن الخامس حتى القرن الخامس عشر) كانت الارض الاخرى مشرقة بالاسلام، في الشرق بل في جزء من اوروبا اي الاندلس. وفي عام 1099 بدأت الحروب الصليبية وبتحريك من الكنيسة وجرت فجائع يندى لها جبين الانسانية. وهي وان عبرت عن حقد وتعصب، ولكنها تعبر عن تسرب الخوف الكبير للغرب من الاسلام الحضاري الزاحف، فليس صحيحاً ما تقوله هانتر من ان الغرب بدأ يشعر بذلك منذ سقوط (غاليبولي) بيد الاتراك عام 1359م، بل سبق هذا الخوف الحروب الصليبية نفسها. وكان دخول الاسلام الى الاندلس في عام 92–95هـ (711–714م) بدء الاشراقة في اوروبا لافي الاندلس فقط، ودام ثمانية قرون (حتى سقوط غرناطة عام 1492) لتبدأ معه النهضة الاوروبية ورغم ان الاسلام خسر الاندلس فانه اقام في افريقيا امبراطورية مالي وامبراطورية كادا في نفس القرن. وهكذا تداول الغرب والاسلام القوة والغلبة ويعتبر الاستاذ سمير سليمان([10]) ان الهجوم الغربي الثاني بدأ عام 1792م عند نزول نابلئون الاسكندرية وتوالت الحملات واهمها: عام 1800 سيطرة الهولنديين على اندونيسيا. 1830 سيطرة فرنسا على الجزائر اواخر القرن التاسع عشر: سقوط القوقاز وتركستان على يد الروس. 1857 سيطرة بريطانيا على الهند. 1869 افتتحت قناة السويس 1882 احتلال الانكليز لمصر 1892 احتلال الانكليز للسودان 1917 دخول الحلفاء بيت المقدس وبدء سقوط العثمانيين. 1918 تحقق السيطرة شبه التامة للانكليز والفرنسيين على العالم الاسلامي. 1924 سقوط الدولة العثمانية. 1948 انشاء اسرائيل. هذا الهجوم الكاسح اغرق العالم الاسلامي في حالة من الذهول ولكن بدأت ردود الفعل القوية، وهكذا لاحظنا ردود الفعل التالية: عام 1830 بدء ثورة الجزائر 1839 – 1897 حركة الاصلاح التي قادها الاسدآبادي (الافغاني) وعبده والكواكبي. 1831 الحركة السنوسية في ليبيا. 1857 ثورة المسلمين في الهند 1882 الثورة العرابية في مصر. 1895 ثورة المشروطة الايرانية 1889 الثورة السودانية 1919 الثورة المصرية. 1920 ثورة العشرين في العراق 1924 الثورة السورية والسودانية 1924 الثورة الخطابية ثورة الريف 1930 ثورة عمر المختار في ليبيا الثورة الاسلامية في الهند الشرقية وتركستان والقوقاز (ثورة الشيخ شامل) والعمانيين والسواحليين. ثورات المقاومة الايرانية ضد المحتلين والعملاء في مطلع القرن العشرين من قبيل: ثورة تنجستان في الجنوب وثورة الغابة في الشمال. 1935 الثورة الفلسطينية الى جانب ردود الفعل هذه – وكانت تختلف احيانا في الاهداف والمناهج – نجد ان الغرب الذي استطاع ان يقضي على الوجود الاسلامي السياسي بسقوط الدولة العثمانية الذي نعده الكارثة الكبرى عام 1924 نجد الهجوم الثقافي الغربي يتعاظم، والتصريحات الصليبية الجديدة تطرح بوضوح ضد الاسلام (ولعلها لم تنقطع لحد الآن وان اختفت احيانا) وكان كتاب اللورد كرومر المنتشر عام 1908 الوجه الصارخ لهذا الهجوم، حيث زعم فيه ان الاسلام قد مات، او انه على ابواب الموت ولايمكن ان تعيد احياءه الاصلاحات لان الموت كامن في جوهره الذي يركز على تخلف المرأة وجمود الشريعة فينبغي للعالم الاسلامي كي يساير التطور ان يقبل التحديث بدون الاسلام([11]) وهي نظرة تمثل نظرة المستشرقين الجدد كما تسميهم هانتر وترى انهم يتفقون على ان الاسلام بطبيعته لاينسجم مع الحداثة وبالطبع مع التغريب، وتصفهم بانهم (جبريون ثقافيون يعتقدون ان المسلمين يفكرون ويتصرفون وفق طرائق معينة لانهم مسلمون.. وان الطريقة الوحيدة التي يسع الغرب التعامل بها مع الظاهرة الاسلامية هي المقاومة والقمع والاحتواء وينصحون بمساعدة الغرب لتلك الحكومات المسلمة التي تقاوم اسلامييها حتى يزالوا او يخضعوا كلياً..« ([12]) وبدأ التراجع الفكري الاسلامي بابداء محمد عبده روحا مهادنة تجاه كرومر([13]) وقد تلقف هذه المهادنة الفرع العلماني من مدرسته كلطفي السيد وسعد زغلول وطه حسين واسماعيل مظهر وبالتالي وصل الى ما يقرب من نظرة كرومر. ولانعدم في انحاء العالم الاسلامي عناصر من قبيلهم عاصرتهم وطرحت افكارهم، وقد ساعدتها في ما بعد المدرستان القومية والماركسية اللتان نشطتا في المنطقة الاسلامية في اواسط القرن العشرين. والى جانب هذه النظرة العدائية المعادية من قبل الغربيين للصحوة الاسلامية كانت هناك نظرة استشراقية اخرى تطلق عليها هانتر اسم (العالم ثالثيين الجدد)وتؤمن بان الحاكم في العالم الاسلامي هو (القيم والمصالح معا) وبالتالي فمن الممكن تصور تصالح بين العالمين الاسلامي والغربي وهي تؤيد هذه النظرة. والحقيقة ان القيم الاسلامية انما ترفض الجانب المعادي للانسانية في الغرب كالتحلل الجنسي، واستغلال الشعوب، ورفض الحياة الخلقية والكيل بمكيالين والعمل على محو الثقافات الاخرى، والاستعمار بشتى الوانه، وامثال ذلك وفيما عدا ذلك فان هناك نقاط التقاء كثيرة ونقاط تقبل الحوار. ثم ان المصالح لاتشكل مساحة ترفضها القيم فالقيم في الواقع انما تعمل على تحقيق المصالح الانسانية السامية وعلى اي حال؛ فقد سعى الغرب بشتى الوسائل لقهر وجود الامة عبر هجومه العسكري والثقافي والتسللي من خلال عملائه او المنبهرين بحضارته لضرب القوة الاسلامية بعد قضائه على الدولة العثمانية، ولما لم يجده الاستعمار المباشر لكل المنطقة الاسلامية تقريبا راح يجرب فكرة اعطاء الاستقلال الشكلي مع العمل على مسك ازمة الامور بيده، وهنا شهدنا مولد الدول او المجموعات المحدودة والتي تعتمد فكرة الاساس القومي او الجغرافي ممزقا بها جسد الامة الاسلامية الواحدة، ومحققا هدف الاستعمار. ولكن هذه الحالة سرعان ما اثبتت انها لاتحقق للغرب هدفه، ولم تلبث الا قليلا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حتى رحنا نشهد تنامي الحس الشمولي الاسلامي وقيام المؤسسات الاسلامية الشمولية، وخصوصا عند المنعطفات الحساسة من قبيل احراق المسجد الاقصى الذي ادى الى اشتعال الغضب الاسلامي، ونجاح الثورة الاسلامية في ايران في القضاء على النظام الرجعي العميل للغرب، وانتصار المجاهدين الافغان على القوة الروسية العظمى، واخيرا انهيار القوة الالحادية الكبرى وانعتاق الشعوب الاسلامية المحتلة، مما اوجد فكرة اسلامية شمولية ضخمة اضطر الغرب معها الى تغيير استراتيجياته. وقد فوجىء الغرب بهذه الظاهرة العارمة ظاهرة الصحوة الاسلامية، وراح يحللها بوسائله وتصوراته ليكتشف نقاط القوة والضعف فيها ومن ثم يعمل على مواجهتها »اذن من المهم ان تحدد الاسباب الاساسية للظاهرة الاسلامية وابعادها المعادية للغرب وان تقوم في شكل صحيح وان يتم تبني السياسات الملائمة للتعامل معها«([14]) وسوف نركز على نموذج من الرؤى الغربية فيما يلي: مع كتاب (مستقبل الاسلام والغرب) لشيرين هانتر لكي نقف ولو بشكل سريع على هذا الكتاب علينا ان نعطي لمحات عن مسيرة البحث فيه على النحو التالي: 1 – تبدأ الكاتبة بالحديث عن رواية ضابط بريطاني الفها عام 1916 على فرضية قيام ثورة اسلامية، من شأنها، اذا ما اندلعت ان تقلب مجرى الحرب العالمية الاولى وهو يعلن: ان الشرق في انتظار اشارة الهية. ثم تذكر ان (كراوثمر) عبر بعد 75 عاماً عن مخاوفه من ان اميركا تواجه الخطر الاصولي الاسلامي. 2 – وتقرر ان اوروبا كانت تواجه هم الخطر الاسلامي منذ سنة 1359 بسقوط غاليبولي بيد الاتراك وتعرج على الخوف الذي استولى عليه بظهور الامام الخميني(رحمه الله). 3 – وتتحدث عن الصراع القائم في الغرب بين الدين والعلمانية، وتعلن ان الفصل بين الثقافة والايديولوجيا هو فصل زائف. 4 – ثم تذكر ان ميزات الاسلام تجعله خصما حضاريا باستمرار للغرب. 5 – وتركز على دور النفط في اذكاء الصراع، الامر الذي لايتصور عند الاصوليين الهنود ولذا فلايقلق الغرب كثيرا لنمو هذه الاصولية. 6 – وتؤكد على ان الاسلام لايمكن ان يهزم كما هزمت الاشتراكية والنازية. 7 – ثم تميز بين الاسلام (الشخصي) فهو جيد والاسلام (الحضاري) فهو سيء وترى ان الخطر كله آت من الاسلام المقاتل. ([15]) 8 – ثم تعلن ان كل الجهود يجب ان تصرف لعلمنة المجتمع الاسلامي وفيها يكمن التطور. 9 – وتؤكد ان الحل الوسط يكمن في قبول الغرب بدور الدين في الحياة وقبول العالم الاسلامي بالعلمنة. 10 – ثم تقول: ان السبب الحقيقي في الصراع هو توازن القوى، فالمسلمون ينكرون السيطرة الغربية على مقدراتهم، والغرب ينكر عليهم تحديهم لتفوقه. 11 – ثم تتحدث عن دور الايديولوجيا في المجتمع باعتبارها تخدم القوة وان التضحيات الكبرى تحتاج لمبرر ايديولوجي، وترى ان القيم الغربية لايؤبه بها اذا لم تخدم المصالح. 12 – وتعود فتؤكد ان النظام السياسي الاسلامي غير واضح في الكتاب والسنة. كما تؤكد وحدة الدين والسياسة ومفهوم الامة عند المسيحية واليهودية سعياً منها لتحقيق التقارب باعتبار ان المجتمع الاسلامي يقبل العلمنة (وان كانت تعترف ان النظام الالهي والعلمنة لايجتمعان) وحينئذ لاحتمية للصراع. 13 – وتؤكد انه لاتوجد نظرية متكاملة للعلاقات الدولية في الاسلام. ولكنها تنتقد من يسطح موقف الاسلام، ثم تعود لتؤكد ان الاسلام توسعي معاد للآخرين باعتباره يريد ان يحكم العالم، ساخرة من هانتنكتن الذي يرى ان المسلمين لايعرفون منطق المساواة. 14 – ثم تركز على حكم (الجهاد) فترى انه يتنافى مع مبدأ (لا اكراه في الدين) ولكنها تخفف منه لانه مبدأ دفاعي، وتقترح على المسلمين ان يرجئوا الهدف العالمي. 15 – وتنتقد التصور الغربي للاسلام ورؤيته للعالم وان المسلمين يتعاملون ككتلة واحدة فيجب التعامل معهم كذلك. 16 – وبعد ان تتحدث عن مهارة الرسول(ص) في التعامل مع اعدائه تتهم المسلمين في صدر الاسلام بان دوافع اندفاعهم لم تكن عقائدية فقط، تماما كما هو الحال في الحروب الصليبية. 17 – وتؤكد ان التمزق الذي يعيشه المسلمون حوّل مفهوم دار الاسلام من مفهوم سياسي الى مجرد مفهوم ديني، وان الدعوات الى الوحدة الاسلامية لاتجد لها صدىً اليوم. 18 – كما تذكر ان ممارسات المسلمين ضد حقوق الانسان لاعلاقة لها بالاسلام. 19 – وتعتبر حركة الاحياء الاسلامي هي المسببة لصراع الحضارات. وترى انها بدورها معلولة لخصائص الاسلام. 20 – وتتعرض الى فكرتي علاقة الدين بالسياسة، وكيان الامة الاسلامية فتعتبرهما اسطورتين، وترى ان الامة الاسلامية لم تقم لها قائمة منذ وفاة النبي(ص)، الا انها تؤكد ان هاتين الفكرتين ساهمتا في وجود حركة الصحوة (كتعبير عن دور عنصر القيمة) الى جانب عوامل اخرى كانقسام المجتمعات، وتهميش العناصر الاسلامية، وجهود التقليديين لتغيير معادلة القوة (كتعبير عن عنصر المصلحة). 21 – ومن هنا فالصراع مع الغرب ليس حتميا لانه لايعتمد على العنصر القيمي فقط كما يقول (الاستشراقيون الجدد) الذين يدعون نتيجة دعواهم هذه الى قمع العالم الاسلامي، وهؤلاء من امثال (كرامر) الذي يوجه نقدا لاذعا للرئيس كارتر لانه سمح لظهور ظاهرة (آيات الله)، ومثله برلمونز. ويقف في قبال هذا التفسير من تسميهم بـ (العالم ثالثيين الجدد) من امثال (بورغات) الذين يقبلون وجود العنصرين (القيمة والمصلحة) في مجال تنظيم العلاقة ومن هنا فهم يدعون للتصالح، وهي تؤيدهم في ذلك. 22 – وترى ان عوامل النهضة الاسلامية تتمثل في: تمزق عوامل النسيج الاجتماعي القائم في القرن الثامن عشر وبالتالي تحول العلاقة من علاقة ندين الى علاقة مسيطر ومسيطر عليه. مما خلق اتجاهين متخالفين، اتجاه العودة للاسلام اما بشكل حرفي كالاتجاه السلفي او بشكل مرن كمدرسة اقبال وسير سيد احمدخان والمرجاني وغيرهم. 23 – وفي صدر تقييمها للافغاني وعبده وهل هما اصلاحيان او منافقان تعمل على ترجيح الجانب السلبي استنادا للجواب الفاتر للافغاني على هجوم (رينان) على الاسلام باعتباره خرّب الحضارتين السابقتين عليه، وترى انه اي الافغاني استخدم (التقية) في ذلك. 24 – وتذكر انه على الصعيد السياسي بدأ الزعماء من منتصف القرن التاسع عشر بالتحديث: امير كبير في ايران، العثمانيون في تركيا، محمدعلي في مصر، الثورة الدستورية في ايران 1905م ثم ثورة التحديث التركية وتعقب بان الاصلاحيين المسلمين واجهوا العلمانيين والتقليديين معا. 25 – وانتصر العلمانيون انتصارا زائفاً في الفترة ما بين 1920 و 1970 حيث فرضت العلمانية فرضا على المسلمين، وحدث التشظي الثقافي والصراع التحالفي فتارة يتحالف القوميون مع الاسلاميين ضد اليساريين واخرى يتحالف اليسار والاسلاميون ضد التقليدين، وثالثة يثور النزاع بين خريجي الجامعات الغربية، ودارسي اللغة العربية ولكن التحديث فشل في مسعاه. وعاد التمسك بالاسلام باعتباره هو الحل. 26 – وترى ان الثورة الاسلامية استفادت من خصائص الدين لتحريك الجماهير ولكنها لم تحقق الطموحات فعادت تواجه حقيقة مهمة هي انفصال الدين عن السياسة. – وبعد ان تتعرض لآراء الدكتور سروش في النسبية وتشبهها بآراء سير سيد احمد تقول ان هذا يعني ان الاسلام يقبل الاصلاح. 27 – ثم تتحدث عن العوامل الخارجية للصحوة من قبيل، قيام اسرائيل، هزيمة 67، الثروة النفطية، هزيمة السوفيت في افغانستان، نجاح الثورة الاسلامية في ايران ولكنها تقول ان قبولها بوقف الحرب عام 88 أحبط الآمال. 28 – ثم تعود فتقول ان الغرب يعادي الصحوة لانها تكتنز عداءً له نتيجة سياساته هو لانتيجة ان الاسلام بخصائصه يعادي الغرب. وتذكر ان امثال برنارد لويس ودانيال بايبس من المستشرقين الجدد يرجعون عداء الصحوة الاسلامية للغرب الى الخوف والحسد وتنتقد هذا الرأي وان كان فيه شيء من الواقعية تماما كما يحسد الغرب اليابان والصين، في حين رأى آخرون ان الحقد الاسلامي ناتج من سياسات الغرب، ولذلك يشارك العلمانيون المسلمين في هذا الرأي. 29 – وتقول بعد ذلك في صفحة 148 »اظهر هذا النقاش بوضوح ان نشوء الظاهرة الاسلامية كان الى حد كبير جزءا لايتجزأ من تطور التجربة الاسلامية في سياقاتها الزمانية والمكانية المتنوعة. فهي شأنها شأن الاوجه الاخرى للتجربة الاسلامية اتت مرتبطة بالتطور والتحول الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي للمجتمعات الاسلامية، وديناميات مجابهتها للعالم غير الاسلامي وللقوى والافكار الصادرة عنه… ان المرحلة التالية قد تكون بالفعل علمنة اكبر المجتمعات الاسلامية وحركة باتجاه توليفة بين التعاليم الاسلامية والمفاهيم الغربية. 30 – وتدخل بعد هذا في السياسة الخارجية لبعض البلدان الاسلامية لتثبت ان الاسلام ليس وحده الدخيل في تنظيمها ولتستنتج النقاط التالية – باختصار –: أ – سيبقى تأثير الاسلام قليلا في سلوك الدول الاسلامية ويستبعد ان يكون للمسلمين كيان موحد. ب – ستختلف علاقات هذه الدول مع الغرب من متوترة الى ودية. ج – لن تحل علمنة العالم الاسلامي كل المشاكل، وان كان لها التأثير الكبير – ما دامت هناك مصادر اخرى للخلاف كسعي البلدان الاسلامية الاسلامية في اصلاح التوازن السلبي للقوة في مواجهة الغرب. د- ستتوازن العلاقة مع الغرب مع مستوى تعاطفه مع القضايا الاسلامية ولكن المصالح الدنيوية لكل دولة ايضاً ستؤثر على علاقاتها . هـ – وستبقى المنافسة بين الدول الغربية نفسها في مجال بسط النفوذ . و – ان احتمال تكوّن قدرة منافسة للغرب سوف يزيد من تحديات المسلمين في حين ان فقدان احتمال تكون هذه القدرة ربما ينتج موقفا اكثر تساهلاً. هذه خلاصة لبعض الافكار الواردة في هذا الكتاب الحديث. نظرة نقدية وينبغي لنا بعد اجراء مسح فاحص ان نطرح النقاط التالية: النقطة الاولى: قبل كل شيء نرى لزاماً علينا ان نذكر بجرأة الكاتبة في الاعتراف ببعض الحقائق المرة لدى الغربيين من قبيل: أ – تقرير حقيقة ان الاسلام لا يمكن ان يهزم من خلال انتصارات عسكرية وامثالها كما هزمت النازية والاشتراكية وامثالهما. ب – ان الايديولوجيا لايمكن ان تفصل عن الحياة الاجتماعية ذلك لان المسألة الاجتماعية يجب ان تقام – ولو بشكل لا شعوري – على المسألة الفلسفية والاعادت بلا هدف ولا مبررات. جـ – ان الغرب لا يأبه بالقيم التي يدعيها كالديمقراطية وحقوق الانسان اذا لم تخدم مصالحه. د – ان العلمانية لا تجتمع مع النظام الديني حتى ولو كان مستمداً من المسيحية او اليهودية. هـ – ان الذين ينظرون الى رؤى الاسلام بسطحية هم سطحيون . و – السخرية من هنتنگتن عندما يقول ان الاسلام لايعرف المساواة . ز – التفريق بين ايمان الاسلام بحقوق الانسان وعمل المسلمين. ح – الاعتراف بان العلمانية فرضت فرضاً على العالم الاسلامي . ط – ان الغرب قد ينطلق من مواقف اخلاقية منحطة كالحسد والحقد وامثال ذلك. النقطة الثانية: تتصور الكاتبة ان الامر يدور بين المواقف المبنية على القيم الاسلامية فلا يمكن التصالح، والمواقف المصلحية فهناك اذن مجال للحلول الوسط. ولكن الحقيقة هي ان الاسلام: اولاً: يعتبر المصلحة المنسجمة مع مقاصده قيمة بنفسها ولربما قدمها على كثير من احكامه في بعض الاحايين. ثانياً: يمتلك عناصر مرنة كثيرة توفر للامة القدرة على استيعاب المتغيرات الزمانية والمكانية والخروج من الطرق المسدودة: من قبيل امتلاكه مراتب من الاحكام الاولية والاضطرارية والحكومية، ولكل منها خصائص ومجالات معينه كالمنطقة المفتوحة للحاكم الاسلامي ليملأها وفق ما تقتضيه المتغيرات. على اننا لا يمكننا ان نجعل السلوك الغربي المتوحش اصلاً (بل يعتبره فوكوياما نهاية التطور التاريخي) ونطلب من الاسلام ان يكيف نفسه دائماً معه تحقيقاً للتعايش تماماً كما يطلب من الفلسطينيين التنازل عن الارض والكرامة وحتى حق مقاومة الاحتلال لاحلال السلام والتعايش. وهذا منهج نشهده لدى الكتاب الغربيين واتباعهم لدينا فانت تشهدهم يجعلون الغرب معيار التقدم والحداثة ويبقى على العالم الاسلامي اذا اراد التطور ان يكيف نفسه مع ذلك. فالمسلك الصحيح هو ان يقوم المخلصون لمستقبل الانسانية بتقييم السلوك الامثل اولاً ثم يطلب ممن لايذعن له ان يمتثل للحق وهذا منهج انساني يقتضيه المنطق ويؤيده القرآن في مجالات الاصلاح. النقطة الثالثة: اذا تتبعنا التحليلات والحلول والتصريحات الغربية الممتدة على خط الزمان وعلى مختلف المستويات نجد ان الهاجس الاكبر لدى الغرب هو هاجس تقديم الاسلام للبديل الحضاري المتميز ذي الطابع القيمي اللامنسجم مع القيم الغربية، والذي يحمل في ذاته عنصر البقاء والنمو المتواصل ، والحفاظ على الذات، ومنع الآخر من الاستغلال. وبالتالي سقوط النموذج الغربي، وانهيار التفوق الحضاري للرجل المسيحي الاوربي الابيض. وهذا الهاجس ملاحظ في كلمات السياسيين كچرچيل، وديغول، وبرلسكوني وبوش وامثالهم وفي كلمات المؤرخين كتوينبي والفلاسفة كوليم جيمس والكتاب كهانتنغتن وفوكوياما وبرايان وغيرهم. وتدخل امور كثيرة في هذه الدائرة من قبيل: - تصريحات نيكسون التي عبرت عن ايران قبل الثورة بانها جزيرة الامان. - كلمات بيرلس كوني رئيس وزراء ايطاليا التي رجحت الحضارة المسيحية على الحضارة الاسلامية. - تصريحات المدعي العام الاميركي في عهد بوش الابن والتي تقارن بكل غباء بين صورة الاله في المسيحية والذي يقدم نفسه فداءً للبشرية، وصورة الله الاسلامية الذي يطلب من البشرية ان تقدم ابناءها فداءً له. - تخوف بعض الدول الغربية كفرنسا من عودة الحجاب الاسلامي كرمز للصحوة. - تصريحات بوش التي فطن لسخافتها فلم يكررها والتي تؤكد ان ما يسميه بالحرب ضد الارهاب هي حرب صليبية. - التصريحات المتوالية التي تعتبر الاسلام مارداً نائماً في الشرق الاوسط (من قبيل ما جاء في وصية ديغول، وما ذكرته الصحف الاوروبية كالتايمز في عددها المورخ 29/4/1987). - ما ذكره ريتشار بيرل مستشار البنتاغون الذي تصفه الديلي تلغراف بالمفكر الديني وديفيد فرام وهو كاتب خطابات بوش في كتابهما (دليل الانتصار في الحرب ضد الارهاب) من ان الاصولية الاسلامية هي اكبر داعم للارهاب فيجب استهدافها. وقامت الدراسات الغربية بتشجيع من اسموهم (دعاة التحديث المؤيدين للغرب) بقوة ومنها دراسة قام بها معهد (راند لابحاث الرأي) في اميركا داعية لحذف الاصوليين والتقليديين المخالفين للقيم الغربية (نقلا عن صحيفة الخليج الاماراتية العدد 9071). ومن هذا الهاجس الذي تعاظم في الثمانينات واوائل التسعينات من القرن الماضي انطلقت فكرة الاستراتيجية الامريكية الجديدة عام 97 بل من هذا الهاجس جاءت التصرفات الغربية الكبرى طوال القرون الاخيرة ان لم نمتد بها الى مدىً ابعد، ومنه ايضا جاءت العولمة التي تعني في الواقع غربنة العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية او أمركتها، وركوب موجة الاتجاه العالمي الطبيعي من الكثرة الى الوحدة في مختلف المجالات. هذا الهاجس الذي تعبر عنه الكاتبة بالحسد احياناً دفع الغرب لفرض واقع التخلف بشتى انواعه، والتمزق، والعلمنة على العالم الاسلامي. اما التخلف فحدث عنه ولا حرج سواء أكان في المجال العلمي، أو الاقتصادي أو العسكري أو الثقافي او الاجتماعي. وواضح ان الغرب لم يسمح الا بالنزر القليل، من التقدم ابقاء على ادعاءات التحضير الانساني. ولا نريد هنا ان نقلل من تقصير المسلمين في هذا المجال ولكن من غير المشكوك فيه ان السعي الغربي كان على اشده في مجال ابقاء التخلف وتعميق الفوارق بين المستوى الغربي ومستوى العالم الاسلامي باساليب متنوعة. واما التمزق فان للغرب دوره الاكبر في ايجاده الى اقصى حد اما مباشرة او من خلال المتأثرين بفكره. ويلاحظ من كلمات الكاتبة مدى التوجس من التوحد حتى انها تقرر في نهاية كتابها ان الوحدة الاسلامية والكيان الاسلامي الموحد امر بعيد المنال في المستقبل بل ان مجرد ظهور شعور بالاسلام الشمولي، وظهور الدعوات الاولية للمنظمات الشمولية في العالم الاسلامي في النصف الثاني من القرن الماضي قلب الموازين الغربية فراحوا يحسبون له الف حساب ومن حساباتهم تفريغ هذه المنظمات من محتواها وابقاؤها على مستوى الاشباع الشكلي والعاطفي لجوعة عارمة ، ورغبة جماهيرية لاتقاوم للوحدة الاسلامية. ويتخذ التمزق هذا اشكاله المتنوعة فهناك تمزق على اساس القومية وآخر جغرافي وثالث لغوي ورابع في الولاء والخامس في المستوى المعيشي وهلم جرا، والكاتبة تعتبر ان عملية تمزق النسيج الاجتماعي للعالم الاسلامي شكلت احد عوامل الصحوة الاسلامية والدعوة الى العودة للاسلام دون ان تتحدث عن الدور الذي لعبه الغرب في القضاء على الدولة العثمانية ونشر الفكر القومي الضيق، وايجاد الخلافات بين الكيانات المصطنعة وامثال ذلك. واما العلمنة فهي الداء الوبيل الذي ضرب عالمنا الاسلامي واستطاع الى المدى الاكبر ان يسيطر على مجمل ارجائه . وقد شجع الغرب العلمنة بشتى الاساليب حتى ان الكاتبة – اعترفت بانها فرضت فرضاً خلال الاعوام 1920 – 1970 وأنها لم تحقق المقصود وذلك طبيعي لان العالم الاسلامي مهما ابتعد عن الاسلام واحكامه فانه يبقى إسلامي النفس والنبرة والاحاسيس، فاذا ضممنا الى هذه الحقيقة حقيقة اخرى وهي ان الاسلام دين الحياة ولايمكن فصله عن جوانبها الثقافية والاجتماعية والسياسية، وهي حقيقة يحاول الكتاب الغربيون بل وحتى السياسيون الى اليوم انكارها وهذا ما وجدناه في حديث كولن باول وزير الخارجية الامريكية بتاريخ 14 نوفمبر 2003م وهو ما يركز عليه العلمانيون في عالمنا الاسلامي بل يعملون على منحه ابعاداً فلسفية، ونحن نجد الكاتبة تعمل جاهدة في هذا الكتاب على ان تجعله الحل السحري للصراع، فكل الجهود يجب ان تصرف لعلمنة المجتمع الاسلامي، والنظام السياسي غير واضح في الكتاب والسنة، والمجتمع الاسلامي يقبل العلمنة فلا حتمية للصراع، ولا توجد نظرية متكاملة للعلاقات الدولية في الاسلام، ومبدأ الجهاد يتنافى مع مبدأ نفي الاكراه في الدين، والاتجاه العالمي للاسلام يجب أن يتخلى عند المسلمون، وحركة الاحياء الاسلامي التي ترفض العلمنة يجب ان يرفضها المسلمون لأنها هي سبب الصراع بين الحضارات، وان على العالم الاسلامي ان يروض قيمه وفق مصالحه، وان مسألة انفصال الدين عن السياسة هي حقيقة واجهتها الثورة الاسلامية في ايران ولم تستطع التغلب عليها، وان الافكار الاصلاحية النسبية للدكتور سروش تعني ان الاسلام يقبل الاصلاح (وبطبيعة الحال العلمنة)، وان التوليفة بين الاسلام والغرب تتم من خلال علمنة اكبر المجتمعات الاسلامية، وتعتبرها هي المرحلة المستقبلية، اننا اذا ضممنا الحقيقتين الماضيتين: (حقيقة ان النفس الاسلامي هو الطابع العام للعالم الاسلامي) و(حقيقة ان الاسلام لايمكن فصله عن الحياة)، عرفنا بوضوح بطلان كل المساعي لعلمنة العالم الاسلامي. وليت الكاتبة عمقت قولها السابق بان النظام الديني مهما كان لايجتمع مع العلمنة وادركت بالتالي ماقلناه، اللهم الا ان نسلب الاسلام صفة النظام ونبقيه مجرد تعاليم اخلاقية سطحية وهذا مالايمكن تحقيقه. ان للاسلام رايه في كل السلوك الانساني وان كل من عرف الاسلام أدرك انه مامن واقعة الا ولله فيها حكم او فيها كتاب وسنة كما يقول الامام الصادق(ع)([16]) . ولايمكن ان يكون الانسان مسلماً حتى يلتزم باحكام الاسلام (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما)([17]) . النقطة الرابعة: ان الصحوة الاسلامية في الاساس جاءت لترد على العناصر الثلاثة الماضية (التخلف، والتمزق، والعلمانية)، ولتحقق العودة الى الاسلام بكل مقتضياته. فالاسلام دين التقدم، يدعو الى العلم بشتى، انواعه، ويطلب من الامة الاسلامية ان تحقق كل عناصر القوة، وان تبذل اقصى جهدها لتكون خير الامم، ولتكون في الطليعة الحضارية للناس والتخلف حالة غير طبيعية مطلقاً. والاسلام دين الوحدة الاسلامية، والتخطيط الاسلامي للوحدة واضح تماماً، فالقانون واحد، والقائد واحد، والعواطف واحدة والشعارات والعبادات واحدة، وثروات الامة هي ملك كل الامة وقد جعلت لها قواماً وقياماً، وحقوق المسلمين جميعاً متكافئة لابل قد يشترك كل المسلمين في بعض انواع الملكية، والتكافل والتوازن في مستوى المعيشة شاملان لكل المسلمين، والمسلمون جميعاً مسؤولون عن مجموع الامة وحدودها مسؤولية مشتركة. اما الحالة الراهنة، والتبريرات التي تساق لها فهي كلها استثناءات يجب ان يعمل الجميع على حذفها في النهاية والعودة الى واقع الاسلام. ولا نجد عالماً او حتى مجرد مطلع على حقيقة الاسلام يجادل في هذه الحقيقة الواضحة. والاسلام دين الحياة – كما قلنا – فلا يمكن ان ينسجم مع العلمنة باي تعريف جاءت، واية صفة اتخذت ايجابية ام سلبية اما الاستناد الى التجارب القائمة فهو مجرد خداع لانها تجارب مفروضة على العالم الاسلامي ومتنافية مع حقيقة الاسلام. وقد نستطيع ان نؤيد الكاتبة في بعض عباراتها فنركز على عنصر (التفوق) ونقول انه سر الصراع. ولكن الذي يجب التركيز عليه ان الرغبة في التفوق عامل طبيعي يعمل على تطوير الحياة الانسانية في كل المجالات اذا اتخذ منحى ايجابياً تنافسياً. كما يؤدي كغيره من العوامل الطبيعية الى الخراب والدمار والظلم اذا اكتسب الصفة السلبية واعتمد عامل الحذف بالقوة والهيمنة ومحو الآخرين، كما نجده اليوم في العولمة والتعامل الغربي مع المسلمين. ان الصحوة الاسلامية اذن تدعو للتفوق الاسلامي الحضاري فلا ينبغي ان يثير ذلك حفيظة الآخرين ان كانوا يملكون الروح الرياضية الحضارية، وأنى لهذه الروح ان تسود. اما عن عوامل هذه الصحوة فلا نتوقع للكاتبة ان تكشف لنا عن العوامل الحقيقية ولذلك تلجأ الى العوامل الجانبية وربما تسطح فكرها هي عندما تطرح فكرة الحسد وتغير العلاقات وامثالها. اننا نتصور هذه العوامل – على ضوء دراساتنا للساحة – كمايلي: اولاً: طاقات الاسلام الذاتية التي لا تفتأ تمد المسلمين بدوافع التغيير، وتشدد على الحفاظ على الهوية الحضارية بعدان اعطتها معالمها الشاملة ، بل وتدفع دائما على الحفاظ على التفوق او استعادته اذا فقد. وقد مر بنا القول ان كل اساليب التمييع سوف تبقى آثارها وقتية لان الاسلام بطبيعته يدعو للوحدة ويرفض العلمنة. والكاتبة تتردد في اشارتها لهذا العامل فتارة تعترف به (انظر مثلاً البنود 4،6،7،13،19،26) واخرى تحاول ان تقلل من اهميته (لاحظ مثلاً البنود: 12، 13، 14، 20، 26، 28). ثانياً: اشتداد الحملة الاوربية على العالم الاسلامي بحيث استباح الغرب كل الثروات، واستعمر معظم البلاد، واعتدى على الهوية الثقافية، بل راح يهاجم المكونات العقائدية والاخلاقية، وينشر الرذائل، ويمزق النسيج الاجتماعي من خلال عملائه الحقيقيين او الثقافيين، ويزرع الكيان الصهيوني الغاصب في قلب العالم الاسلامي. ولاريب ان حملة من هذا القبيل سوف تواجه برد فعلٍ قوي من امة يبقى الاسلام فيها حياً ، رغم عمليات القضاء عليه. ولانريد ان نطيل في الحديث عن هذا العامل لوضوح ابعاده ، ووضوح حقيقة ان الاحتلال يستتبع المقاومة بشتى الوانها. ولعل الغرب شعر بهذه الحقيقة حين حاول التنفيس والاستعاضة عن ذلك باعطاء الاستقلال الصوري لبعض المناطق الاسلامية. ولكن هذا العمل بنفسه وفر فرصةً لنمو الصحوة الاسلامية بشكل واسع وانطراح الاحساس الاسلامي بالاسلام الشمولي في الستينات واتساعه بشكل مرعب للغرب في السبعينات والثمانيات. ثالثاً: فشل كل الحلول والاطروحات البديلة للمقاومة والتغيير، لانها كانت تحمل في داخلها عناصر فشلها. لقد فشلت الاطروحة القومية الضيقة رغم التطبيل والتزمير، ورغم نزولها المبكر الى الساحة وتحقيقها الكثير من الاهداف الغربية ومسحها الكثير من السمات الاسلامية في تركيا وغيرها. ذلك لأنها لا تنسجم مع الطبيعة الاسلامية التي تتجاوز القوميات. كما فشلت الاشتراكية لانها اعتمدت على اسس الحادية رغم تمتعها ببعض الشعارات المنسجمة مع بعض التعاليم الاسلامية كالعدالة الاجتماعية والدفاع عن المحرومين ومعاداة الاستعمار. وفشل الشكل التركيبي (الاشتراكي القومي) ايضاً لانه ايضاً تركيب وهمي لاينسجم مع الحس الاسلامي ولايعبر عن اية اضافة معرفية. وهنا اود الاشارة بشكل وافر الى التحليل الرصين الذي كتبه استاذنا الشهيد الامام محمدباقر الصدر حول هذا الموضوع حيث قال: (ان الامة على الصعيد الاسلامي وهي تعيش جهادها ضد تخلفها وانهيارها وتحاول التحرك السياسي والاجتماعي نحو وجود افضل وكيان ارسخ واقتصاد اغنى وارفه سوف لن تجد امامها عقيب سلسلة من محاولات الخطأ والصواب الا طريقاً واحداً للتحرك وهو التحرك في الخط الاسلامي)، ويضيف (حينما اخذ العالم الاسلامي ينفتح على حياة الانسان الاوربي ويذعن لامامته الفكرية وقيادته لموكب الحضارة بدلاً عن ايمانه برسالته الاصيلة وقيمومتها على الحياة البشرية بدأ يدرك دوره في الحياة ضمن اطار التقسيم التقليدي لبلاد العالم الذي درج عليه الانسان الاوربي حين قسم العالم على اساس المستوى الاقتصادي للبلد وقدرته المنتجة الى بلاد راقية اقتصادياً وبلاد فقيرة او متخلفة اقتصادياً وكانت بلاد العالم الاسلامي كلها من القسم الثاني)، وبعد ان ذكر ان العالم الاسلامي ظن ان الخلاص يكمن في تبعية الغرب راح يجد هذه التبعية بالتبعية السياسية، والاقتصادية والمنهجية التي تمثلت اما في الاقتصاد الاشتراكي، او في الاقتصاد الرأسمالي، وكان لكل من المنهجين مايبرره. بعد هذا راح ينتقد اولئك الذين يغفلون – عند محاولتهم تطبيق خطة ما – العامل النفسي للامة (فلابد للامة بحكم ظروفها النفسية التي خلقها عصر الاستعمار وانكماشها تجاه ما يتصل به ان تقيم نهضتها الحديثة على اساس نظام اجتماعي ومعالم حضارية لا تمت الى بلاد المستعمرين بنسب) وكان الحل المقترح هو اتخاذ القومية فلسفة وقاعدة للحضارة، ولكن القومية (ليست الا رابطة تاريخية ولغوية وليست فلسفة ذات مبادئ ولا عقيدة. فنادت بالاشتراكية العربية تغطية للواقع الاجنبي المتمثل في الاشتراكية من الناحية التاريخية والفكرية وهي تغطية فاشلة لا تنجح في استغفال حساسية الامة، لان هذا الاطار القلق ليس الا مجرد تأطير ظاهري وشكلي للمضمون الاجنبي)… ولا يمكن لدعاة الاشتراكية العربية ان يميزوا الفوارق الاصلية بين اشتراكية عربية واشتراكية فارسية واشتراكية تركية) ويقول بالتالي: (وبالرغم من ان دعاة الاشتراكية العربية قد فشلوا في تقديم مضمون حقيقي جديد لهذه الاشتراكية عن طريق تاطيرها بالاطار العربي فانهم اكدوا بموقفهم هذا تلك الحقيقة التي قلناها وهي ان الامة بحكم حساسيتها الناتجة عن عصر الاستعمار لايمكن بناء نهضتها الحديثة الا على اساس قاعدة اصيلة لا ترتبط في ذهن الامة ببلاد المستعمرين انفسهم) ويقول عن الاسلام الذي يواجه هذه الاطروحات (ان هذه القوة مهما قدرنا لها من تفكك وانحلال نتيجة لعمل الاستعمار ضدها في العالم الاسلامي لايزال لها اثرها الكبير في توجيه السلوك وخلق المشاعر وتحديد النظرة نحو الاشياء) ([18]) . ونعود الى الكاتبة لنجدها احياناً تشير لهذا العامل حين تؤكد ان العلمانية حققت نصراً زائفاً خلال خمسين عاماً ولم تستطع ان تحقق الطموح وعاد التمسك بالاسلام هو الحل. رابعاً: ظهور شخصيات توعوية كبرى كان لها الاثر المتفاوت في ايجاد هذه الصحوة او مقدماتها او ترشيدها او اعطائها طاقات حماسية وفكرية او منحها الثقة بنفسها والامل الواعد بمستقبلها الحتمي، اضافة للوعود الالهية الحتمية بانتصار المؤمنين، والمستضعفين، وحلول العدل الشامل وظهور المصلح المنتظر(ع). ويمكننا ان ندرج في قائمة هذه الشخصيات الكثير من الكبار من امثال املرحوم السيد الاسترابادي (الافغاني) – وان حاولت الكاتبة التشكيك في اخلاصه – والمرحوم محمد عبده – وقد شككت فيه ايضاً بل جعلته عاملاً على اتجاه بعض تلامذته للعلمنة – والمرحوم الميرزا النائيني والمرحوم كاشف الغطاء والمرحوم الامام الخميني والمرحوم سيد قطب والمرحوم الامام الصدر والمرحوم المطهري والمرحوم الغزالي والمرحوم البهشتي وغيرهم كثير. خامساً: ويجب ان لا ننسى دور التطورات والحوادث الكبرى في اذكاء هذه الصحوة من قبيل: 1ـ تنامي مستوى وسائل الاتصال ، والحركة المعلوماتية ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة. 2- ارتفاع مستوى التعليم الاسلامي 3- تطور اساليب الدعوة الى الاسلام. 4- توفر بعض اجواء الحرية في العالم الاسلامي. 5- اشتداد حركة مقارعة الاستعمار. 6- قيام المؤسسات الدولية الانسانية المدافعة عن حقوق الانسان والداعية لتنظيم العلاقات الدولية على اسس انسانية . 7- حدوث بعض الحوادث المروعة كاحراق المسجد الاقصى او هزيمة عام 67. 8- انتصار الثورة الاسلامية الكبرى في ايران، وانتصار المجاهدين الافغان على الاتحاد السوفيتي. 9- انهيار الاتحاد السوفيتي وتحرر الدول الاسلامية. وغير ذلك من التطورات التي ساهمت في اتساع الصحوة الاسلامية ونشر مفاهيمها ودعوتها في رفض التخلف والتمزق والعلمنة، والعودة الى الحل الاسلامي الذي لابديل له. ومن الجدير بالاشارة اليه ان نقول: ان الغرب لم يأل جهداً في اجهاض الصحوة، ومقابلتها ، والهائها واتهامها بشتى التهم من قبيل (التخلف والرجعية، والتطرف والاصولية، والعنف والارهاب، والعمل ضد الديمقراطية – والحرية، وضرب حقوق الانسان) ولم يعدم من قدم له الذرائع من المسلمين ممن عرض فكراً رجعياً، أو سلك مسلكاً متطرفاً، او عمل عملاً ارهابياً، او قاوم الديمقراطية والحرية او نقض حقوق الانسان. ولكن الواضح تماماً ان هؤلاء لا يمثلون الاتجاه الاسلامي العام فضلاً عن ان يكون سلوكهم ممثلاً للصحوة الاسلامية او معبراً عن روح الاسلام وتعاليمه، وهو امر تقرّ به الكاتبة بكل وضوح . النقطة الخامسة: ونركز فيها على مستقبل الصحوة الاسلامية هذه. والصورة التي قدمتها الكاتبة صورة قاتمة تنسجم مع توجهاتها المنسجمة عموماً مع طموحات الغرب نفسه. انها صورة تتلخص في إبعاد التأثير الاسلامي عن الحياة، وتمزق مواقف الدول الاسلامية باعتبار اختلاف المصالح الضيقة لها، واستدامة عملية العلمنة رغم ان ذلك لن يحل المشكلات مادام العالم الاسلامي راغباً في اصلاح التوازن السلبي للقوة في مواجهة الغرب، (وكأنها تعتبر أن الافضل لهذا العالم الاسلامي ان يستسلم لقدره، ويقبع في خانة العالم المتخلف، وگانها أيضاً تحذر الغرب نفسه من السماح للعالم الاسلامي للحصول على موقع متقدم، وقوة منافسة لان ذلك سيزيد من تحدياته اي العالم الاسلامي للغرب وطموحاته، في حين ان بقاءه عالماً متخلفاً يعطيه فرصة التسامح!!). هذه هي الحصلية التي تتوصل اليها في نهاية الكتاب. والحقيقة هي ان هذه الآراء هي قناعة الكتاب المعتدلين الى حد ما في الغرب اما المتطرفون فمازالوا يرددون آراء، (وليم جيمس) و (هنتنغتن) في ضرورة التعامل مع العالم الاسلامي معاملة الغابة، وضربه بكل قسوة وعدم التعاون معه. ولكننا نختلف مع توجهات الكاتبة تماماً. اننا نلمح في الافق السمات التالية: اولاً: اتساع حركة الصحوة الاسلامية وتجذرها بحث لا تنفع معها اساليب الحذف او التحريف. واذا اردنا ان نستدل لهذا التوقع ، وتجاوزنا المسألة العقدية التي نؤمن بها دون اي شك، فانا نشير الى مظاهر الصحوة التي تعم العالم الاسلامي من ارتفاع مستوى الامل لدى جماهيرنا الاسلامية، وانتشار التقاليد الاسلامية كالحجاب وانماط التعاون والعبادات انتشارا واسعاً، واتساع حركة المطالبة بتطبيق الشريعة في كل الحياة ، وتشكل المنظمات الاسلامية ودخولها الى الساحة السياسية والاجتماعية بكل قوة، وانهزام الفكرة العلمانية مرحلة، بعد مرحلة وزوال الامل بغير الاسلام على الساحة الفلسطينية وامثالها من سوح، المقاومة واتجاه النخبة والجماهير نحو ثقافة الوحدة والتقريب، والسعي الحثيث على كل المستويات لنبذ التخلف، وغير ذلك. ثانياً: اتجاه الدول الاسلامية نحو التعاون الاكبر، والعمل على وضع آليات جديدة لتفعيل المؤسسات الشمولية واحساسها جميعاً بالخطر المشترك. ولا نريد ان نكون متفائلين اكثر من اللزوم ولكننا ندرك هذه الرغبة لدى القسم الاكبر، ونرجو ان تتحقق خصوصاً وان المسألة لم تعد بيد الحكومات وحدها فالعصر عصر الجماهير. ثالثاً: ارتفاع مستوى أهمية العالم الاسلامي في مختلف المجالات. صحيح أنه احياناً لا يدرك هذه الأهمية ولكنها حقيقة قائمة لايمكن انكارها او التغاضي عنها فلدى هذه الامة.: الكم البشري الهائل، والقدرات الاستراتيجية الفريدة والمواقع الجغرافية المتحمكة، والعقول العلمية المتقدمة، وفوق كل ذلك لديها الطاقة الحرارية والحضارية الاسلامية التي لا تنضب. كلمة اخيرة: انني اشعر بان عالمنا الاسلامي – رغم بوادر القوة وطاقات صنع المستقبل فيه بحاجة الى خطط استراتيجية تقوم على اساس الاعتبار من الماضي، واستشراف المستقبل استشرافا علمياً، وملاحظة الطاقات المتوفرة لديه، ويجب ان تلاحظ هذه الخطة اجمالاً: أ – مسألة ربط الامة بمفاهيمها القرآنية ودفعها نحو تجسيدها في حياتها العامة، بما يحقق التوازن المنشود بين علوما تملكه من تراث، ومدى استفادتها منه، سمو ما اراده الله لها من مواقع الريادة والامامة والشهود الحضاري، ومقدار اسهامها في المسيرة الحضارية الانسانية، خطط الاسلام الوحدوية ومدى تطبيقها في الواقع، الطليعية العلمية المفروضة، والجهود المبذولة لذلك. ب – الترابط الوثيق بين كل من العملية التربوية التعليمية والعملية الثقافية، والعملية الاعلامية، فلايتم التقدم في اي منها دون التقدم في الاخرى، وذلك لتحقيق: تربية اصيلة تلائم المعاصرة وفيها عناصر التغيير، وثقافة واضحة المعالم لها مرجعيتها الاصيلة التي تقرأ الحياة باسم الله تعالى، واعلام بعيد النظر له مصداقيته. والله الموفق -------------------------------------------------------------------------------- [1]– الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية. [2] - راجع مثلاً: الدر المنثور عن احمد والترمذي والنسائي وابن ابي حاتم والطبراني والحاكم والبيهقي وغيرهم . [3] - مكاتيب الرسول ج 2 ص 316 . [4] - مكاتيب الرسول ج 2 ص 388 مثلاً. [5] - مكاتب الرسول ج 2 ص 390 . [6] - راجع كتاب حركة الفتح الاسلامي للاستاذ شكري فيصل . [7] - الاسلام والعالم المعاصر ص 130 . [8] - ن.م ص 132 . [9] - بيدهام برايان في الايكونومست اللندنية سنة 94 . [10] - الاسلام والغرب ص 34 كتاب التوحيد. [11] - وقد الف الشيخ الغلاييني كتابه (الاسلام روح المدنية) للرد عليه وصدر في نفس العام . [12] - مستقبل الاسلام والغرب ص 95 وسنركز في ما تبقى من حديث على هذا الكتاب . [13] - محمد جابر الانصاري في مقاله المنشور في (ثقافتنا) ص 153 العدد الاول نقلا عن محمد محمد حسين . [14] - مستقبل الاسلام والغرب ص 99. [15] - هذا التعبير ورد في متن الاستراتيجية الاميركية التي نشرت عام 1979 واكدت على ضرورة محاربة الاسلام المقاتل وتقصد به الاسلام السياسي. [16] - أصول الكافي ج 1 باب الرد الى الكتاب والسنة – ح 4 ص 59. [17] - النساء: 65. [18] - اقتصادنا – المقدمة.