البيان الختامي لمؤتمر الوحدة الإسلامية العالمي السابع عشر بعون الله تعإلى وبمناسبة أسبوع الوحدة الإسلامية في ذكرى ميلاد الرسول الأكرم (ص) والإمام الصادق(ع) انعقد المؤتمر العالمي السابع عشر للوحدة الإسلامية بحضور جمع غفير من العلماء والمفكرين من (… قطراً) لدراسة قضية تهم مجموع الأمة الإسلامية وهي (قضية الصحوة الإسلامية وآفاقها المستقبلية وترشيدها) وقد افتتح المؤتمر بكلمة قيمة من سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الهاشمي الرفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الإسلامية، وتدارس المؤتمر على مدى ثلاثة أيام وفي اثنتي عشرة جلسه هذا الموضوع المهم وحظي المشاركون بلقاء سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) قائد الثورة الإسلامية واستمعوا إلى حديثه التوجيهي بهذه المناسبة. وفي ختام جلساته أصدر المؤتمر القرارات و التوصيات التالية: أولاً: ينبغي لجميع العلماء والمفكرين والقادة والمصلحين العمل الجاد والمنظم على تقوية وتعميق مظاهر الصحوة الإسلامية المباركة التي تعم العالم الإسلامي اليوم من خلال مايلي: أ: تفعيل دور العلماء باعتبارهم ورثة الأنبياء(ع) ليقوموا بمواصلة عملية التوعية العامة بالإسلام عقيدة ونظماً ومفاهيم وتعريف الجماهير المسلمة بواجبها تجاهه للتصدي للهجوم الثقافي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي وباقي التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية . ب – العمل على تعميم ونشر العادات والسنن والتقاليد الإسلامية في أرجاء العالم الإسلامي وحذف كل مالايرضاه الإسلام من تقاليد وعادات وسنن جاهلية ومنافية للاخلاق. ج- تقوية المؤسسات الشمولية التي تهتم بقضايا العالم الإسلامي التعاونية والتعليمية والدعوية وغيرها. د – العمل على تقوية وسائل الإعلام الإسلامية المتوفرة وإيجاد مايلزم منها لتقوم بالدور الاعلامي التوعوي المطلوب. هـ – دعم المقاومة الإسلامية للاحتلال في كل مكان من العالم الإسلامي. و – السعي الجاد لتوسيع حركة الدعوة الإسلامية وتزويدها بالطاقات المعنوية والمادية اللازمة. ز – السعي لتنظيم حركة الاجتهاد وفتح أبوابه والتركيز على الاجتهاد المجمعي الشامل وتحقيق التوازن المطلوب بين الأصالة والمعاصرة . ثانياً: دعا المؤتمر المخلصين الواعين إلى العمل على رفع الأعراض السلبية التي قد يبتلى بها العمل الحركي الإسلامي الذي يشكل قلب الصحوة الإسلامية وهي من قبيل: أـ التطرف والتحرك العشوائي بشكل لايرضاه الإسلام ب – السطحية والقشرية التي تفتقر إلى التعمق. جـ – الالتقاط ومحاولة الجمع بين الفكر الديني والفكر الغريب تأثراً بفكرة مسايرة العصر بشكل مفرط. د – الانزواء والتقوقع على الذات وعدم الانفتاح على الواقع ومعرفة الزمان والتعامل الإيجابي مع الحوادث. هـ – التعصب الاعمى في المجالات المذهبية. و- الذوبان في العلاقات الجانبية أو الاقليمية أو غيرها ونسيان قضايا الأمة. ز- الإجهاض والتفريط بالهدف نتيجة التآمر المعادي . ح – التنفيذ الخاطئ للإسلام والتركيز على جزء منه ونسيان الأجزاء الأخرى كتطبيق نظام العقوبات دون ملاحظة ارتباطه بالنظم الإسلامية الأخري. ط – التفكك والانقسام والتجزئة التي تبعثر الجهود . ثالثاً: وفي مجال الآفاق المستقبلية للصحوة الإسلامية – وهو مايجب رصده دائماً – يرى المؤتمر أنها يجب أن تستهدف الآفاق التالية: أـ الوصول إلى حالات متقدمة في عملية التنمية السياسية والعلمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية بما يتناسب والدور الحضاري الذي أراده القرآن الكريم لها في قوله تعإلى (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً). ب - الوصول إلى حالة راقية من العمل الإسلامي الدعوي المنسق . ج – تحقيق التكامل في العمل الإسلامي التعليمي بما يحقق أهداف التربية والتعليم الإسلاميين وعلى جميع المستويات . د – الوصول إلى مستويات متقدمة من التكامل والتكافل في المجال الاقتصادي وبشكل يشمل العالم الإسلامي كله . هـ – الوصول إلى مستوى تحقيق العدالة الاجتماعية الإسلامية في مختلف مجالات حقوق الإنسان وخصوصاً في مجال حقوق المرأة واعطائها دورها الاجتماعي النشط. و – الوصول إلى مستويات جيدة من امتلاك القوة والإعداد لأمة قوية لها مكانتها المحترمة والمهابة في العالم. ز- الوصول إلى مستوى رفيع من المساهمة الحضارية في المسيرة الإنسانية وتحقيق التعايش السلمي العالمي العادل. ح – تحقيق أرضية مناسبة للوحدة الإسلامية المطلوبة . رابعاً: وفي مجال التخطيط الاستراتيجي لمواجهة التحديات يرى المؤتمر أنه يجب وضع الخطط المناسبة التي ترصد الآفاق المستقبلية، وتدرس الإمكانات المتوفرة وتأخذ بعين الاعتبار حجم التحديات القائمة أو المتوقعة ومنها (ماتواجهه الأمة من مؤامرات وأنماط الهجوم، والأفكار العلمانية، والعولمة بشتى أنواعها، والتخلف وغير ذلك) وتشمل هذه الخطط من جملة ماتشمل – ما يأتي: أـ التكامل بين المؤسسات في المجالات الدعوية والإعلامية والثقافية والتعليمية. ب – التقدم في مجال تعميم ثقافة الوحدة والتقريب. ج – التوافق على المواد العامة للدستور الإسلامي العام. د – العمل على تحقيق الحدود الوسط في المجتمع الإسلامي هـ – الارتفاع بالوعي السياسي للمجتمع الإسلامي إلى مستويات عالية . و- إيجاد المؤسسات الاقتصادية الشمولية الفعالة لتحقيق السوق الإسلامية المشتركة. ز – تقوية الأمل بالغد الإنساني العادل. ح – تشجيع الحوار بين الثقافات والأديان. ط – السعي لحذف مظاهر الفساد الخلقي ونشر الفضائل . ي – وضع الآليات المناسبة لتطبيق الاستراتيجيات التي تمت الموافقه عليها من قبل المنظمات الإسلامية الدولية. ك – تنمية الإمكانات الاستراتيجية للعالم الإسلامي. ل – الاستفادة من علوم وتجارب الآخرين. خامساً: يرى المؤتمر ضرورة تأسيس أقسام في مختلف الجامعات الإسلامية تتخصص في الدراسات المستقبلية الطويلة الأمد لترفد مسيرة الأمة بما يوضح لها مسيرتها وترصد عمليات التآمر على ثقافة الأمة ووجودها. سادساً: يدين المؤتمر كل أشكال الاعتداء الصهيوني على شعبنا البطل في فلسطين ويحيى جهاد الشعب الفلسطيني البطل ويدعو لدعم هذا الجهاد بكل ما يديم الانتفاضة الباسلة ويحقق اهدافها ويحرر فلسطين من براثن العدو الغاصب. سابعاً: يحيي المؤتمر المقاومة الإسلامية البطلة في لبنان والعراق وفي كل مكان محتل من أرضنا الإسلامية ويعلن أن المقاومة حق مشروع للشعوب وهي تختلف عن مايسمى بـ (الإرهاب) المدان إسلامياً وإنسانياً سواء كان فردياً أو رسمياً. ثامناً: يحيى المؤتمر جهاد الشعب الإيراني ومسؤوليه في سبيل تطبيق شرع الله في الحياة ويدين التآمر على هذه المسيرة الخيرة. تاسعاً: يشكر المؤتمر الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقائدها الإمام الخامنئي وكذلك يشكر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية على إقامة هذا المؤتمر المبارك.