مستقبل المسلمين في روسيا د. مراد مورتازين إن الدين الإسلامي لم ينعزل من روسيا أبداً. ويبلغ عدد المسلمين في روسيا اليوم أكثر من 20 مليوناً نسمة وهم يعتبرون ثانية جمعية دينية عدداً في هذه البلاد . ويا ترى ما هي حياة المسلمين في روسيا في الحاضر والمستقبل. منشأة المسلمين في روسيا. لقد استقرّ المسلمون في أراضي روسيا الحالية قبل ظهور روسيا أمّة ودولة. وفي منتصف القرن السابع الميلادي جاءت طائفات المسلمين الأولى إلى أراضي جمهورية (أذربايجان), وفي عامي 642 – 643 م. وصلوا إلى مدينة (ديربينت) الواقعة في جمهورية (داغستان) الحالية. هكذا نلاحظ أن الإسلام ظهر في روسيا منذ أكثر من 1350 عاماً م. ( أو منذ 1400 عام هجري). رغم أن جيوش العرب المسلمين غادروا روسيا لكنهم حفزوا على نشر الإسلام فيها. ونتيجةً لذلك انتشر الدين الإسلامي بين أغلبية شعوب آسيا الوسطى, وشمالي القوقاز, وجمهورية (آذربايجان), ومنطقة نهر (الفولغا). وفي القرن السادس عشر نتيجةً لاحتلال الروس على إمارة (القازان ونوغاي) وإمارة (سيبيريا) انضمّ عدد كبير من المسلمين إلى الدولة الروسية. وشهدت هذه الإمارات الإسلامية أثناء تلك السنوات قتلات المسلمين القاسية ومحاولات تنصيرهم الإجباري وطردهم من مواطنهم ومظلمة العلماء المسلمين والفقهاء, كما تمّ تدمير المساجد والمراكز الدينية. وان كانت الإمارات (القازان, وأستراخان, وسيبيريا) تحافظ على استقلالها رسمياً حتى نهاية القرن السابع عشر, وفي الحقيقة لم تكن لحكّامها أية الحقوق في حلّ الأمور الداخلية بسبب احتلال الروس على المدن الرئيسية وأجهزة الإدارات المركزية. وعانى المسلمون في الدولة الروسية ظلمات واضطهادات قاسية حتى أصبحوا غرباء للسلطات الرسمية التي ظلمتهم في ذلك الحين. وطردوهم من المدن الكبرى ودمّروا مساجدهم وخرّبوا مدارسهم وعذّبوا علماءهم وفقهاءهم. والحمد لله, لم يعظم عدد المرتدّين عن الدين الإسلامي خلال سنوات إدخال المسلمين الإجباري في النصرانية بطريقة الرشوة وتقديم الامتيازات والتساهلات وحصص الأراضي. وما زال هؤلاء المسلمون يدعون ربّهم الله ويعترفون بأن محمداً رسوله ونبيّه. وعندما انفصلت الكنيسة الأرثوذكسية من سلطة الدولة الرسمية أدّى ذلك إلى تخفيف سياسة الإدخال الإجباري في النصرانية ولو أن القسم التبشيري ضدّ الإسلام ما زال يعمل في مدينة (القازان) حتى بداية القرن العشرين. يا ترى ما كانت حياة المسلمين في مناطق (القازان, وأستراخان, ونوغاي, وسيبيريا)؟ الأمر أن الإيمان بالله وما أنزله والصبر في ساعات المعانات والمصائب – ها هي الأسباب التي ساعدت المسلمين في حياتهم اليومية وأثناء العمل وتربية الأطفال وفي الحفاظ على المساجد والمدارس إلى جانب بناءها في القرى فقط بسبب الحظر الحكومي لبناء المساجد في المدن حتى منتصف القرن الثامن عشر. وأدّى عدم مساواة الأديان في الدولة إلى قيام عدد من الثورات في منطقتي (الفولغا وسيبيريا) أثناء القرنين السادس عشر والسابع عشر. ونتيجةً للعصيان التذكاري خلال سنوات 1773 – 1775 م. الذي كان على رأسه (بوغاتشيوف) والذي اشترك فيه مسلمو منطقة (الفولغا) ومنطقة ما حول جبال (الأورال) أعادت السلطة الروسية نظرها في علاقاتها مع المسلمين. وحين تولّت زمام الحكم الإمبراطورة (إكاتيرينا الثانية) الأجنبية أصلاً والتي لقبها المسلمون (الملكة الجدّة) ساهمت في مصاير شعوب روسيا بما فيهم المسلمون. وفي عام 1773 م. أصدرت (إكاتيرينا الثانية) قراراً في التسامح الديني بما صلّحت مكانة الدين الإسلامي في الدولة وأتاحت للمسلمين فرصة الإقامة بالعبادات جهراً وبلا قيود وشروط. كما بدأ المسلمون يطلبون من السلطة ترخيص بناء مساجد حجرية في المدن بلا خوف, وفي عام 1788 م. تم إنشاء مجلس الروحانيين المسلمين في مدينة (أورينبورغ) وهو يتمتّع بدعم من حكومة روسيا. إلى جانب ذلك تمّ افتتاح مدارس إسلامية ثانوية وعليا, ومن عام 1787 م. في مدينة (سانكت - بيتيربورغ) بدأت طباعة القرآن الكريم والكتب في الإسلام من دون قيود وشروط, وكذلك من عام 1802 م. في مطبعة إسلامية في مدينة (قازان). وسعى المسلمون إلى تعلّم القراءة والكتابة ما يطلبه الدين الإسلامي, ولذا ما زال الأئمّة وزوجاتهم يعلّمون أطفالاً صغاراً فى المدارس لدى المساجد. ورغم انتقاد المدارس في القرن التاسع عشر من قِبَل الكتّاب المسلمين إنّها زادت عدد عارفي القراءة والكتابة بين المسلمين الذي لا نراه بين الشعوب الأخرى في روسيا القيصرية. وفي أواخر القرن التاسع عشر ازداد عدد المسلمين في المدن الرئيسية من روسيا, أولاً في مدينة (نيجني نوفغورود) وثم في مدن (موسكو, وتفير, وياروسلافل, وسانكت – بيتيربورغ) التي شهدت افتتاح المدارس الإسلامية وبناء المساجد. وكما يظهر استطاع المسلمون في روسيا أن يقوموا بالعبادات جهراً ومن دون قيود وشروط وفقاً للعقيدة الإسلامية. أماّ القرى التترية فحافظ أهلها على تقاليد وعادات أسلافهم وما كان أحد منهم يفكّر في تغيير نشاطات المساجد والمدارس الإسلامية المثبَّتة أثناء العصور. وفيما يتعلّق بالمدن الروسية الكبيرة فعاش المسلمون فيها منفصلاً من الروس في جمعيات أو مجموعات صغيرة ولذا كانوا قادرين على حفاظ أصالتهم الإسلامية. واشترطت ضرورة الحفاظ على الإيمان والعبادات ومبدأ احترام الكبار وتربية الأطفال وفقاً للعقيدة الإسلامية تمسُّكاً بتقاليد وعادات الأسلاف في جمعيات المسلمين ما كان مرحَّباً بأغلبية الأئمّة ومعلّمي المدارس. المسلمون في دولة الاتّحاد السوفياتي. وبعد الثورة الشيوعية في عام 1917 م. وخلال الأحداث التابعة لها تغيّر وضع المسلمين في روسيا تغيُّراً جذرياً. وشهدت روسيا السوفياتية وخلفها الاتّحاد السوفياتي خلال عشر السنوات الأولى منذ إنشاءهما أحداثاً عسكرية وسياسية سريعة تطوّراً وتغيُّرات اقتصادية جذرية. ولذا ما كانت السلطات السوفياتية تهتمّ بوضع المسلمين في الدولة. واتّصف عام 1927 م. ببداية صراع حاسم وجازم للسلطات الرسمية ضدّ الدين ونتيجةً لذلك تمّ إغلاق المدارس الإسلامية في كل مكان الدولة, أمّا المناهج الدراسية في المدارس الحكومية في هذه الفترة فكان على أساسها مبدأ الإلحاد, ونقص عدد الأئمّة وتمّ تدمير المساجد بكونها كما أعلنت الحكومة بقايا الماضي الدينية والتي ليست لها علاقة بحاضر ومستقبل الدولة. وذكر (رضاء الدين فخر الدينوف) رئيس الإدارة الدينية المركزية للمسلمين في مدينة (أوفا) في تقريره من عام 1930 م. : "إن المؤسّسات الإسلامية كافة تعمل تحت خطر إزالتها والقضاء عليها التامّة. وقد تمّ إغلاق 87 % من المحتسبات (الإدارات الإسلامية للمحافظات بروسيا) وأكثر من 10.000 مسجد من 12.000 مسجد قائم في روسيا سابقاً, ومن عدد إجمالي للأئمّة والمؤذّنين لا يعمل حوالي 90 – 97% شخصاً ألآن". وربّما لأول مرة في تاريخ المسلمين في روسيا أعلنت الدولة حرباً إيديولوجية ضدّ الإسلام من دون الحلّ الوسط, وغايتها هي استئصال الوعي الديني لدى المسلمين. وقامت الهيآت الحكومية في الاتّحاد السوفياتي بهذه المهمّة وهي تراقب كل نشاطات المساجد والمؤسسات الإسلامية رقابةً صارمةً وتامّةً وتطلب تقديم تقارير شاملة عن اجتماعات الجمعيات الإسلامية وتطلّع على قرارات في تعيينات الأئمّة وحتى مضمون الخطب المنبرية ولذا في فترة ما من تاريخ الاتّحاد السوفياتي لم يبق في الدولة إلاّ عدد قليل من بين المتقدّمين في السنّ من كانوا يؤدّون الفرائض بصورة علنية. أمّا الأطفال والشباب من أسر المسلمين خصوصاً من ولدوا في العشرينات منهم فتربّوا على أفكار الإلحاد الحاكم في المدارس الحكومية وفي منظّمة الطلائع (بيونير) واتّحاد الشبيبة الشيوعية (الكومسومول) التي كانت عضوية فيهما إجبارية وإلزامية للجميع. وإلى جانب ذلك أدّت سياسة اضطهادات الأئمّة وقتلهم في الثلاثينات كما تدمير المساجد إلى تغيُّر الوعي الاجتماعي. فبقية المؤمنين الذين حفظوا على الإيمان بالله تعالى أدّوا العبادات وفي الأغلب سبّب ارتياد المساجد استنكار الشخص وتشجيبه من قبل المجتمع كما طرد المسلمين من المدراس الحكومية ومنع الموظّف في الحصول على منصب إداري متقدّم. والحقّ أن المسلمين القلائل العدد الذين زاروا المساجد جهراً في تلك الفترة كانوا من المتقدّمين في السنّ والمتقاعدين والفلاّحين والعمال, ونادراً جدّاً جاء إليها الدارسون من الشباب وخرّيجو المعاهد والجامعات. ومع ذلك لجأ المؤمنون إلى المداورات واجتمعوا في منازلهم لصلاة الجمعة وتلوا القرآن الكريم خلال الجنازات والمجالس للدعاء بذكرى المرحومين وصاموا في شهر رمضان المبارك. ورغم عدد قليل جدّاً لمن أدّوا العبادات الإسلامية كلها في دولة الاتّحاد السوفياتي بقي الإسلام لأغلبية المسلمين في روسيا بناءاً روحياً وثقافياً وأصالةً تاريخيةً لهم وهكذا حفظوا على عادات وتقاليد أسلافهم المحترمين. المسلمون في روسيا الحالية شهدت روسيا في منتصف الثمانينات بداية تغيّرات جذرية لموقف الدولة من الدين. وأدّت سياسة إعادة البناء "البريسترويكا" والقضاء على الحكم الشيوعي في الدولة إلى حرّية الديانات والعبادات وعدم التجسّس في العقائد. وبدأ المسلمون يزورون المساجد بلا خوف ورعب وأظهر الكثير منهم إيمانهم بالله تعالى ولم يعد ذلك يُثير استنكاراً وتشجيباً اجتماعياً. وتمكّن المعلّمون الذين قد علّموا العقيدة الإسلامية والقرآن الكريم للأطفال والكبار ولكن خفيةً قبل ذلك من القيام بنشاطاتهم جهراً وازداد عدد الدارسين عندهم نتيجةً لاهتمام متزايد بالإسلام في المجتمع. وأخذ المسلمون باختلاف أعمارهم ومستويات تعليمهم بما فيهم العلماء ورجال الأعمال يزورون المساجد. وظهر أن الدين الإسلامي رغم اعتباره في دولة الاتّحاد السوفياتي بقية الماضي الدينية أصبح وسيلةً وحيدةً يساعدهم الآن في البحث عن الأجوبة لتساءلات روحية لا مفرّ منها. وقد كانت الأفكار الشيوعية التي استوعبت القيم الأخلاقية والروحية البشرية عامة عبارة عن الدين الكاذب الذي يقدّم الطعام الروحي المزوّر. أما الدين الحقيقي كما هو المعلوم هو أصل الأخلاقية والمعنوية. ونتيجةً للقضاء على الاتّحاد السوفياتي فقد أهلها قيمهم الروحية والأغراض في حياتهم ولذا أصبح الإيمان وسيلة وحيدة إلى البحث عن هذه القيم الخالدة. إن أغلبية المؤمنين يأتون إلى المساجد إجابةً لدعوى قلوبهم ونفوسهم. وفي هذه الحالة أصبح من أهمّ الظواهر ان يسمعوا فيها كلمة طيبة ولطيفة ومتزنة وان يجدوا الأجوبة إلى أسئلتهم غير السهلة أحياناً وأن يمسوا بالإرشاد إلى التخلُّص من المعانات الروحية. ووقعت على الأئمّة مهمة الإجابة على هذه الأسئلة وهم مسؤولون على الإيتاء بالإيمان الحقيقي والقيم الإسلامية إلى هؤلاء الناس ويجب عليهم أن يجعلوا مساجد مراكز الدعوى الدينية والتربية الإسلامية. قضية تنظيم النشاطات الدينية في روسيا الاتحادية وأدّت عملية ناجحة لإعادة بناء المساجد وبناءها وإنشاء مراكز دينية في الدولة إلى ظهور أكثر من 6,000 مسجد ومركز ديني في روسيا الحالية. والني صارت بلا شك في حاجة ماسة إلى توجيه نشاطاتها وتنسيق أعمالها ويطرح هنا سؤال كيف يمكن تنسيق نشاط مثل هذا العدد من مؤسسات الدينية أخذا بعين الاعتبار أنها منتشرة في مختلف مناطق هذه البلاد الشاسعة وإذا كانت المرحلة الأولى من تنسيق النشاط الديني في روسيا تتركز على تأسيس الإدارات الدينية اللإقليمية على مستوى الجمهوريات والمحافظات ويرأسها مفتٍ محلي فأصبح من واضح بعد مرور زمن قصير أن النشاط الديني في روسيا الاتحادية لا بد من تنسيقه على مستوى الدولة ككل فقمنا بتأسيس مجلس شورى المفتين لروسيا الاتحادية حيث اجتمع فيه أكبر الادارات الدينية والمفتين من موسكو وتاتارستان وباشقوردستان و سيبيريا وشمال قوقاس وغيرها بدأ هذا المجلس خطوة خطوة ينسق الحياة الدينية في روسيا الاتحادية بما في ذلك نشاط: أ - الدعوة الاسلامية في المساجد والمراكز الدينية عن طريق مجلس الدعوة الموحد ب – التعليم والتربية عن طريق المجلس الإسلامي للتعليم ج – إصدار الجرائد والمجلات والكتب الدينية عن مجلس الإعلام ومما يجدر الإشارة إليه أن مجلس شورى المفتين لروسيا الاتحادية يعمل بالتعاون مع الجهات الرسمية والحكومية وذلك دليل على قانونية النشاطات ولاسيما من الإنحرافات المتطرفة والمتشددة ومن هذا الجانب فاننا نؤكد على ضرورة نشر أفكار الوسطية في مجال العمل الدعووي والتربوي وغيرها من النشاطات التي تقوم بها مراكز دينية. من ناحية أخرى يقيم مجلس شورى المفتين لروسيا علاقات مع الكنيسة الروسية الأرثوذوكسية حيث يشترك في عمل المجلس الأعلى للعلاقات الدينية ومن نتائج هذا النشاط أن مجلس شورى المفتين لروسيا ينظم ندوةالحوار بين العلماء المسلمين والمسيحيين بدعم من وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية بدولة الكويت الشقيقة. وفي مجال التعليم لقد قام المجلس الإسلامي للتعليم بوضع مناهج موحدة للتعليم الجامعي والثانوي من أجل إعداد الكوادر المتخصصة من الأئمة والخطباء لتوفير الإحتياجات من المساجد والمدارس الدينية وتعمل في هذا المجال الجامعات الإسلامية بموسكو وقازان ونيجني نوفغورود وأوفا وغيرها ولا نخفي عليكم بأننا نحتاج إلى دعم ومساعدة لتوفير هذه الجامعات بجميع مستلزماتها وفيها منح الطلاب وتأمين وجبات الأكل ورواتب المدرسين وتغطية نفقات الكهرباء والتدفئة والمياه وغيرها. ونحن في حاجة كبيرة من الكتب سواء كانت مدرسية أوجامعية أو تثقيفية وخصوصا أن روسيا مشهورة في العالم بهواية القراءة من سكانها. وذلك بالإضافة إلي الحاجة إلى المصاحف وترجمة معاني القرآن باللغة الروسية ولا بد من ذكر مسألة المؤتمرات والندوات والمنتديات الاسلامية حيث بدأت هذه النشاطات في أواسط التسعينات وأقيم مؤتمر التعاون بين الشعوب والأديان في العالم المتغير ودور المسلمين في النهضة الروحية لروسيا والمسلمون في بداية الألفية الجديدة ووفقت هذه المؤتمرات بنجاح كبير وارتفعت كلمة المسلمين في المجتمع الروسي المعاصرو لابد لي أن أشكر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت والهيئة الإسلامية العالميةالخيرية ولجنة مسلمي آسيا والأمانة العامة للأوقاف وبيت الزكاة للمساهمة الكبيرة في تنظيمها. وأمامنا مهمات وواجبات عديدة في مجالات العمل الإسلامي بما فيه ما ذكر أعلاه وما لم يذكر ونحن في بداية الطريق ونحتاج إلى الدعم المادي و المعنوي ونرى أن نخبة العلماء ورجال الدين الحاضرين في هذه القاعة بإمكانهم المعاونة لنا واتوجه إلى معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بدعم فكرة تأسيس اللجنة الإستشارية لمجلس شورى المفتين لروسيا حيث ينضم فيها أفاضل رجال الدين من العالم الإسلامي ويرشدوننا بطرق ووسائل العمل الإسلامي. وندعو الله تعالى أن يهب لنا من رحمته وبركته وأن يؤتي لنا صالحاً إنه سميع الدعاء.