المقدمة: ذاكرة الشعوب الإسلامية مليئة بالأفراح والإحزان جراء الحوادث التي وقعت في بلادنا المترامية الأطراف نتيجة سيطرة حكومات عديدة سادت الوطن الإسلامي خلال القرون السالفة. وفي العراق عانى شعبه خلال القرنين الأخيرين الأمرين، وكانت العقود الأربعة الأخيرة أقسى مرحلة مربها أبناء العراق الجريح بسبب الظلم والاضطهاد البعثي والصدّامي الجائر، الذي حكم العراق طوال هذه الفترة، وكان لدعم الاستكبار الأمريكي الانكليزي الدور الكبير لتسلط هذه الزمرة البعثية الفاسدة على العراق، وتحويله إلى حقل تجارب للأسلحة التقليدية والكيمياوية وانواع التعذيب والكبت. وشاهد العالم برمته بعض الجرائم على شاشة التلفزة العالمية وَجَمٌّ منها لم يُر بعد، واكتشفت العشرات من المقابر الجماعية للأبرياء من الرجال والنساء والأطفال، ودمرت البنى التحتية، ونهبت الثروات. ولا يخفى على الجميع الدور البارز للمجاهدين والمفكرين والأدباء، وفي مقدمتهم العلماء والحوزات العلمية العراقية، التي كانت المتراس الأول في الدفاع عن الإسلام ومصالح أبناء العراق المسلم فدخل عشرات الآلاف منهم السجون وتحملوا ألوان التعذيب واستشهد الالاف منهم وعلى رأسهم الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر(قدس سره) والشهداء من آل الحكيم وسائر العوائل العلمية واختلطت دماؤهم بدماء أبناء الشعب العراقي بكافة فصائله. ورسالتنا في هذا الكتاب تبين بعض المواقف التقريبية والدور المهم للحوزة العلمية العراقية الرائدة في محاربة الاستبداد والاستكبار على طريق وحدة الأُمة الإسلامية والشعب العراقي وهو أمر نؤكد عليه اليوم كضرورة لتلاحم الشعب العراقي سنة وشيعة، عرباً وأكراداً وتركماناً لتفويت الفرصة على المتصيّدين في الماء العكر، وتكتيل كل القوى لإبعاد القوى الأمريكية المحتلة وبناء العراق المسلم المستقل الجديد.