أبوك معاهر وأبوه عفّ *** وذاد الفيل عن بلد الحرام([185]) يشير إلى فيل أبرهة الذي أغار به على مكّة. وقال عن أُميّة: إنّه « معاهر » ; لأنّه كان يتعرّض للنساء، وقد ضرب بالسيف مرّة ; لأنّه تعرّض لامرأة من بني زهرة([186])، وكان له تصرّف عجيب في علاقات الزواج والبنوّة، فاستلحق عبده ذكوان وزوّجه امرأته في حياته، ولم يعرف سيّد من سادات الجاهليّة قط صنع هذا الصنيع. اختلاف النشأة وندع اختلاف الطبائع ومغامز النسب، ثمّ ننظر في اختلاف النشأة والعادة ـ مع اختلاف الخلقة الجسديّة ـ فنرى أنّهما صالحتان لتفسير الفارق بين أبناء هاشم وأبناء عبد شمس بعد جيلين أو ثلاثة أجيال.. فقد كان بنو هاشم يعملون في الرئاسة الدينيّة، وبنو عبد شمس يعملون في التجارة أو الرئاسة السياسيّة. وهما ما هما في الجاهليّة من الربا والمماكسة والغبن والتطفيف والتزييف. فلا عجب أن يختلفا هذا الاختلاف بين أخلاق الصراحة وأخلاق المساومة، وبين وسائل الإيمان ووسائل الحيلة على النجاح. ويتّفق كثيراً في الكهانات الوثنيّة أن يتّصف رؤساء الأديان بصفات