والمعجزات. ولقد كانت حقيقة الحسين الشخصيّة كفؤاً لتلك الصورة الرمزيّة التي نسجتها حوله الأجيال المتعاقبة قبل أن يرى منه أبناء جيله غير تلك الحقيقة. فكان ملء العين والقلب في خَلق وخُلق، وفي أدب وسيرة، وكانت فيه مشابه من جدّه وأبيه، إلاّ أنّه كان في شدّته أقرب إلى أبيه. قال (رضي الله عنه) مشيراً إلى الحسن: « إنّ ابني هذا سيخرج من هذا الأمر، أشبه أهلي بي الحسين »([214]). واتّفق بعض الثقات على أنّ: « الغالب على الحسن الحلم والأناة كالنبي، وعلى الحسين الشدّة كعلي »([215]). صفات الحسين وقد تعلّم في صباه خير ما يتعلّمه أبناء زمانه من فنون العلم والأدب والفروسيّة، وإليه يرفع كثير من المتصوّفة وحكماء الدين نصوصهم التي يعوّلون عليها ويردّونها إلى علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)([216]). وقد أُوتي ملكة الخطابة من طلاقة لسان وحسن بيان وغنّة صوت وجمال إيماء.