من يصدّقون ويكذّبون، فلم يعبه أحد منهم بمعابة، ولم يملك أحد منهم أن ينكر ما ذاع من فضله. حتّى حار معاوية بعيبه حين استعظم جلساؤه خطاب الحسين له، واقترحوا عليه أن يكتب إليه بما يصغّره في نفسه، فقال: إنّه كان يجد ما يقوله في علي، ولكن لا يجد ما يقوله في حسين([250]). تلك جملة القول في سيرة أحد الخصمين. خُلُق يزيد ويقف خصمه أمامه موقف المقابلة والمناقضة لا موقف المقارنة والمعادلة في معظم خلائقه وعاداته وملكاته وأعماله. فيزيد بن معاوية عريق النسب في بني عبد مناف ثمّ في قريش، ولكنّ الأصدقاء والخصوم والمادحين والقادحين متّفقون على وصف الخلائق التي اشتهر بها أبناء هذا الفرع من عبد مناف، وأشهرها الأثرة، وأحمد ما يحمد منها أنّها تنفع الناس من طريق النفع لأصحابها. وندر من وجوه الأُمويين في الجاهليّة أو الإسلام من اشتهر بخصلة تجلب إلى صاحبها ضرراً أو مشقّة في سبيل نفع الناس. وبيت أبي سفيان بيت سيادة مرعيّة لا مراء فيها..