خروج الحسين الحسين في مكّة عمل يزيد بوصية أبيه، فلم يكن له همّ منذ قيامه على المُلك إلاّ أن يظفر ببيعة الحسين وعبد الله بن الزبير في مقدّمة النفر الذين أنكروا العهد له في حياة معاوية. وكان الوليد بن عتبة بن أبي سفيان والي معاوية يومئذ على المدينة، فلمّا جاءه كتاب يزيد بنعي أبيه، وأن يأخذ أُولئك النفر بالبيعة « أخذاً شديداً ليس فيه رخصة » دعا إليه بمروان بن الحكم، فأشار عليه بمشورته التي جمعت بين الإخلاص وسوء النيّة.. وفحواها أن يبعث إلى الحسين وابن الزبير، فإن بايعا وإلاّ ضرب عنقيهما ! وحدث بين الحسين والوليد ما تقدّمت الإشارة إليه في محضر مروان([305]) ; إذ عاد الحسين إلى بيته، وقد عوّل على ترك المدينة إلى مكّة كما تركها ابن الزبير من قبله. فخرج منها لليلتين بقيتا من شهر رجب سنة ستّين للهجرة، ومعه