أسرع الحرّ بن يزيد فردّه نحو الكوفة. حتّى نزلا بنينوى([350])، فإذا راكب مقبل عليه بالسلاح، يحيي الحرّ ولا يحيي الحسين، ثمّ أسلم الحرّ كتاباً من عبيد الله يقول فيه: « أمّا بعد: فجعجع بالحسين حتّى يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي، فلا تنزله إلاّ بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء.. وقد أمرت رسولي أن يلزمك فلا يفارقك حتّى يأتيني بإنفاذك أمري، والسلام ». فلمّا بدا من الحرّ بن يزيد أنّه يريد أن ينفذ أمر عبيد الله بن زياد ويخشى رقيبه الذي أُمر ألاّ يفارقه حتّى ينفذ أمره، قال أحد أصحاب الحسين ـ زهير بن القين ـ: « إنّه لا يكون ـ والله ـ بعدما ترون إلاّ ما هو أشدّ منه. يا ابن رسول الله !.. إنّ قتال هؤلاء أهون علينا من قتال من يأتينا بعدهم. فلعمري ليأتينا من بعدهم ما لا قبل لنا به. فهلمّ نناجز هؤلاء ». فأعرض الحسين عن مشورته، وقال: « إنّي أكره أن أبدأهم بقتال »([351]). عمر بن سعد وكان الديلم قد ثاروا على يزيد بن معاوية واستولوا على دستبى([352])