مصرع وانتصار أمّا نتائج الحركة كلّها ـ إذا نظرنا إليها نظرة واسعة ـ فهي أنجح للقضيّة التي كان ينصرها من مبايعة يزيد. فقد صرع الحسين عام خروجه، ولحق به يزيد بعد ذلك بأقلّ من أربع سنوات([369]). ولم تنقض ستّ سنوات على مصرع الحسين حتّى حاق الجزاء بكلّ رجل أصابه في كربلاء، فلم يكد يسلم منهم أحد من القتل والتنكيل مع سوء السمعة ووسواس الضمير([370]). ولم تعمر دولة بني أُميّة بعدها عمر رجل واحد مديد الأجل، فلم يتم لها بعد مصرع الحسين نيّف وستّون سنة !([371]).. وكان مصرع الحسين هو الداء القاتل الذي سكن في جثمانها حتّى قضى عليها، وأصبحت ثارات الحسين نداء كلّ دولة تفتح لها طريقاً إلى الأسماع والقلوب.