كربلاء الحرم المقدّس عرفت قديماً باسم « كور بابل »([385]) ثمّ صحّفت إلى كربلاء، فجعلها هذا التصحيف عرضة لتصحيف آخر يجمع بين الكرب والبلاء، كما رسمها بعض الشعراء([386]). ولم يكن لها ما تذكر به في أقرب جيرة لها فضلاً عن أرجاء الدنيا البعيدة منها.. فليس لها من موقعها ولا من تربتها ولا من حوادثها ما يغري أحداً برؤيتها ثمّ يثبت في ذاكرة من يراها ساعة يرحل عنها. فلعلّ الزمن كان خليقاً أن يعبر بها سنة بعد سنة وعصراً بعد عصر، دون أن يسمع لها اسم أو يحسّ لها بوجود.. إلاّ أن تذكر « نينوى »