في قرارة نفسه مستقرّ كالطود على مواجهة الموت وإباء التسليم أو النزول على « حكم ابن مرجانة » كما قال.. ثمّ احتملها مغشياً عليها حتّى أدخلها الخباء([396]). * * * تزول الممالك وتدول الدول وتنجح المطامع أو تخيب وتحضر المطالب أو تغيب، وهذه الخلائق العلويّة في صدر الإنسان أحقّ بالبقاء من الممالك وما حوته، ومن الدول وما حفظته أو ضيّعته، بل أحقّ بالبقاء من رواسي الأرض وكواكب السماء. حرب النور والظلام وكانت فئة الحسين صغيرة ـ كما علمنا ـ قد رصدت لها هنالك تلك الفئة الكبيرة التي تناقضها أتمّ ما يكون التناقض بين طرفين، وتباعدها أبعد ما تكون المسافة بين قطبين، فكلّ ما فيها أرضي مظلم مسف بالغ في الإسفاف([397])، وليس فيها من النفحة العلويّة نصيب. أللمصادفات نظام وتدبير ؟! نحن لا نعلم إلاّ أنّها مصادفات يخفي علينا ما بينها من الوشائج والصلات.. ولكنّها ـ لذلك ـ هي الأعاجيب التي تستوقف النظر لعجبها