فقال ابن زياد: « قد شفى الله نفسي من طاغيتك والعصاة ». فغلبها الحزن والغيظ من هذا التشفّي الذي لا ناصر لها منه، وقالت: ـ « لقد قتلت كهلي وأبدت أهلي وقطعت فرعي واجتثثت أصلي، فإن يشفك هذا فقد اشتفيت ». فتهاتف ابن زياد ساخراً، وقال: ـ « هذه سجّاعة.. لعمري لقد كان أبوها سجّاعاً شاعراً ! ». فقالت زينب: ـ « إنّ لي عن السجاعة لشغلاً.. ما للمرأة والسجاعة ؟»([477]). علي زين العابدين ثمّ نظر ابن زياد إلى غلام عليل هزيل مع السيّدة زينب، فسأله: ـ « من أنت ؟ ».. قال: « علي بن الحسين ». قال: « أوَ لم يقتل الله علي بن الحسين ؟ ».. قال: « كان لي أخ يسمّى عليّاً قتله الناس ». فأعاد ابن زياد قوله: « الله قتله ».