وكان لقاء نساء يزيد خيراً من لقائه.. فواسين السيّدة زينب والسيّدة فاطمة ومن معهما، وجعلن يسألنهن عمّا سلبنه بكربلاء، فيرددن إليهنّ مثله وزيادة عليه([497]). وأحبّ يزيد أن يستدرك بعض ما فاته، فلجأ إلى النعمان بن بشير واليه الذي عزله من الكوفة لرفقه بدعاة الحسين، وأمره أن يسيّر آل الحسين إلى المدينة ويجهّزهم بما يصلحهم([498]). وقيل: إنّه ودّع زين العابدين، وقال له: « لعن الله ابن مرجانة.. أمّا والله لو أنّي صاحب أبيك ما سألني خصلة أبداً إلاّ أعطيته إيّاها، ولدفعت الحتف عنه بكلّ ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدي. ولكنّ الله قضى ما رأيت يا بني !.. كاتبني من المدينة، وأنْهِ إليَّ كلّ حاجة تكون لك »([499]). تبعة يزيد والناس في تقدير التبعة التي تصيب يزيد من عمل ولاته مشارب وأهواء، يرجع كلٌّ منهم إلى مصدر من مصادر الرواية، فيبني عليه حكمه.