الفاطميين الذين سلبهم صلاح الدين ملكهم، فقصد محو كلّ أثر لهم. ما قيل عنه وعن ثورته 1 ـ قال ابن أبي الحديد: ( ما ظنّك برجل أبت نفسه الدنيّة وأن يعطي بيده، فقاتل حتّى قتل هو وبنوه وإخوته وبنو عمّه بعد بذل الأمان لهم والتوثقة بالأيمان المغلّظة، وهو الذي سنّ للعرب الإباء )([46]). 2 ـ وقال عبد الله العلايلي: ( انطلق الحسين مودّعاً الكعبة بيت الله حاملا روحها بين جنبيه وشعلتها بكلتا يديه تواكبه الملائك وتباركه وتطيف به كأنّها حذرة عليه، فإنّه البقيّة من إرث السماء على الأرض.. رعياً لذكراك أبا عبد الله، فقد أحسستَ بروح الأخلاق في روح الوجود، فأردت الحياة دنيا من الأخلاق والفضيلة والحبّ، وأرادها الآخرون دنيا من الشهوات والرذيلة والأحقاد )([47]). 3 ـ وقال توفيق أبو علم: ( حياة الحسين عظة من التاريخ، ولكن تجمع التاريخ كلّه، فليس معناها في حدود ما وقعت من الزمان والمكان، بل حدودها حيث لا تتسع لها حدود، وهي ـ بعد ذلك ـ حديث الشخصيّة الكاملة من أقطارها، ففيها القدوة الصالحة وفيها المثل الأسمى للإنسان الكامل والصراط السوي للمسلم القرآني )([48]).