ولادته وأُسرته ولد عبّاس محمود إبراهيم مصطفى العقّاد عملاق الأدب العربي والكاتب الكبير في أسوان بمصر في اليوم الثامن والعشرين من يونيو سنة 1889 م المصادف لسنة 1306 هـ، وأصله من دمياط، انتقل أسلافه إلى المحلّة الكبرى، وكان أحدهم يعمل في عقادة الحرير، فعُرف بالعقّاد. كان أبوه يعمل صرّافاً في أسنا، ثمّ أميناً للمحفوظات في أسوان، وكان متزوّجاً بثلاث نساء: الأُولى توفّيت بعد إنجابها لطفلين، والثانية كردية وهي أُمّ عبّاس حيث أنجبت له بنتاً اسمها فاطمة كانت تعيش في القاهرة وستّة من البنين كان عبّاس أكبرهم، والثالثة جارية سودانية أنجبت له أخوين آخرين لعبّاس، وهكذا كان العقّاد ثالث أحد عشر من أبناء أبيه. وكان كبير أُخوته أحمد يعمل سكرتيراً لمحكمة أسوان، وعبد اللطيف تاجراً. وقد كبر العقّاد في أُسرة شديدة التمسّك بدينها، فقد كان أبوه يخرج إلى صلاة الفجر والناس نيام يلتمس الرحمة في مصلاّه إلى ما بعد طلوع الشمس، وكانت والدته امرأة متديّنة تقيم الصلوات وتطعم المساكين وتصل الأرحام وتعطف على الفقراء، وكانت تقام في بيت أخواله ندوات لقراءة الكتب الدينيّة من أحاديث وفقه وتفسير، فكان للوراثة والبيئة شأن فيما