السجن لم يهد عزيمته ولم يمنعه من مواصلة الكفاح في سبيل بلاده وأُمّته، فقد راح يكتب في الصحف ويهاجم إسماعيل صدقي وحكمه الإرهابي. وازدادت حال مصر سوءً قبيل الحرب العالميّة الثانية وازدادت تمزّقاً وفوضى، وأعلن مصطفى النحّاس سياسة الصداقة مع الإنجليز، وعقد معهم سنة 1936 م معاهدة لتحسين العلاقات بين مصر وبريطانيا، فثار ثائر العقّاد وهاجم المعاهدة في صحيفة مصر الفتاة، واستمرّ على مواصلة النضال ضد النازيّة والفاشيّة والاستعمار([60]). وكان العقّاد يضيق بكثير ممّا يقوله الرئيس جمال عبد الناصر وخاصّة ما قاله عبد الناصر بعد محاولة اغتياله قائلا: « أنا الذي علّمتكم الكرامة، وأنا الذي علّمتكم العزّة »، حيث كان العقّاد يقول: «... إنّه عندما قام بثورته هذه وجد البيوت والشوارع وملايين الناس والأهرامات والجامعات ومئات الألُوف من الكتب، لقد سبقه إلى الوجود كلّ هؤلاء وسبقته إلى القاموس كلمات أُخرى غير العزّة والكرامة: الغرور والغطرسة.. مثل هذه الغطرسة ! »([61]). شخصيّته إنّ العقّاد من الشخصيّات الفذّة التي تصعب الإحاطة بشتى مقوّماتها، فهو من ناحية العلم والثقافة بحر يزخر شتّى فروع المعرفة على دقّة في