نقده عالج العقّاد النقد تدفعه إليه أحوال بيئته وانفتاحه على العالم الحديث وغيرته على اللغة وآدابها وعلى الأُمّة العربيّة وقضاياها. وقد تشعّب نقده فكان منه السياسي والاجتماعي والفكري والأدبي. والعقّاد تأثّر بالأدب الإنجليزي في شعره وفي نظرياته الأدبيّة وفي نقده، وكانت تعجبه طريقة ( هازلت ) إمام المدرسة الحديثة الإنجليزية في النقد وتعجبه صراحته الجريئة ونزاهته التي لا تحابي ولا تجامل. وكان هدف العقّاد في نقده الأدبي توجيه الأدب الحديث توجيهاً جديداً إنسانيّاً، وهو يقول: « أطلب من الشعر أن يكون عنواناً للنفس الصحيحة، ثمّ لا يعنيك ـ بعد ذلك ـ موضوعه ولا منفعته، ولا تتّهمه بالتهاون إذا لم يحدّثك عن الاجتماعيّات والحماسيّات والحوادث التي تلهج بها الألسنة والصيحات التي تقف بها الجماهير ».وتمثيل البيئة في نظره ليس من الشرائط الشاعرية، وهو يرى أنّ القصيدة ينبغي أن تكون عملا فنيّاً تامّاً يكمل فيها تصوير خاطر أو خواطر متجانسة، كما يكمل التمثال بأعضائه والصورة بأجزائها واللحن الموسيقي بأنغامه. والعقّاد يُنكر في الشعر الإحالة، أي: الاعتساف والشطط، والمبالغة التي تخالف الحقائق، والخروج بالفكر عن المعقول، وما إلى ذلك ممّا يخرج الشعر عن حقيقته الجماليّة. وقد تعاون العقّاد والمازني وشكري على مناهضة أرباب المدرسة