والحدّة والقسوة والعنف. وقد أفادت حملاته هذه، فحاول الشعراء أن ينهجوا في شعرهم منهج التجديد وإن لم يتيسّر لمعظمهم أن ينجحوا في تجديدهم، وحاولوا أن يتحرّروا من القيود وإن تجاوز تحرّرهم أحياناً حدود المعقول([65]). شاعريته للعقّاد دواوين شعريّة منها: يقظة الصباح، ووهج الظهيرة، وأشباح الأصيل، وأشجان الليل، ووحي الأربعين، وهديّة الكروان. وقد عالج فيها موضوعات مختلفة، وهو لا يرى شيئاً غير قابل لأن يكون موضوعاً للشعر وذلك بشرط أن يكون ذا صلة بشعور الشاعر، ولا يكاد القارئ يلمّ بالجزء الأوّل من ديوانه حتّى يرى نفسه بإزاء شعر من نمط غير مألوف في العربيّة، شعر هو ثمرة لقاح الآداب العالميّة والعربيّة في النفس المصريّة الشاعرة الصادقة الحسّ المرهفة الشعور. والعقّاد في شعره يحاول أن يخرج من النطاق التقليدي للشعر العربي، ولا يرضى بأن يكون هذا الخروج في الصياغة وحدها. وأهمّ الموضوعات التي يكثر من التوقّف عندها الطبيعة والحبّ ; فالطبيعة في شعره ذات صلة بالكون والكون هو في قلب الشاعر والشاعر في قلبه، والحبّ عنده ليس جمالا في الوجه وسواداً في العين ورقّة في الخصر وما إلى ذلك من الصفات الجسديّة، بل هو سموّ في الروح وطيب في الشمائل.