العطش، فقال: «السلام عليكم يا بني إسرائيل. أنا الذي أنزلت الدنيا منزلتها بإذن الله، ولا عجب ولا فخر. أتدرون أين بيتي»؟ قالوا: أين بيتك يا روح الله؟ قال: «بيتي المساجد، وطيبي الماء، وإدامي الجوع، وسراجي القمر بالليل، وصلاتي في الشتاء مشارق الشمس، وريحاني بقول الأرض، ولباسي الصوف، وشعاري خوف ربّ العزّة، وجلسائي الزمنى والمساكين. أُصبح وليس لي شيء، وأُمسي وليس لي شيء. وأنا طيّب النفس غني مكثر، فمن أغنى منّي وأربح؟!»[312] عن طريق الإمامية: 235 ـ عيسى (عليه السلام) قال: «خادمي يداي، ودابّتي رجلاي، وفراشي الأرض، ووسادي الحجر، ودفئي في الشتاء مشارق الأرض، وسراجي بالليل القمر، وإدامي الجوع، وشعاري الخوف، ولباسي الصوف، وفاكهتي وريحانتي ما أنبتت الأرض للوحوش والأنعام. أبيت وليس لي شيء، وأصبح وليس لي شيء. وليس على وجه الأرض أحدٌ أغنى منّي».[313] 236 ـ علي بن حديد، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «قال عيسى بن مريم (عليه السلام) في خطبته قام لها في بني إسرائيل: أصبحت فيكم وإدامي الجوع، وطعامي ما تُنبت الأرض للوحوش والأنعام، وسراجي القمر، وفراشي التراب، ووسادتي الحجر. ليس لي بيتٌ يخرب، ولا مالٌ يتلف، ولا ولدٌ يموت، ولا امرأةٌ تحزن. أصبحت وليس لي شيء، وأمسيت وليس لي شيء. وأنا أغنى ولد آدم».[314] 237 ـ شقيق البلخيّ، عمّن أخبره من أهل العلم، قال: قيل لعيسى بن مريم (عليه السلام): كيف أصبحت يا روح الله؟ قال: «أصبحت وربّي تبارك وتعالى من فوقي، والنار