126 ـ إسماعيل بن الضحّاك بن فيروز: أنّه انطلق هو ونفر معه إلى وهب بن منبه، فقالوا له: يا أبا عبد الله، ألا تخبرنا عن المائدة التي أنزل الله من السماء على بني إسرائيل؟ قال: دعا عيسى بن مريم أن ينزل الله عليهم مائدة من السماء، فأنزلها الله، فكان يقعد منّا أُناس يلطّخون ثيابنا، قالوا: فلو بنينا لها بناءً حتّى نرفعها. فبنوا لها بناءً، فلمّا فعلوا ذلك أنزلها الله عليهم ذلك اليوم، فجاء أشرافهم وأصحاب الثياب، فارتفعوا على غيرهم، فأكلوا ذلك منها، ثمّ رفعت عنهم حين بدّلوا أمر الله عزّ وجلّ.[170] 127 ـ عمّار بن ياسر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أُنزلت المائدة من السماء ]فيها [خبز ولحم، وأُمروا أن لا يخبّئوا، ولا يدّخروا، ولا يرفعوا لغد. فخانوا وادّخروا وخبّأوا، فمسخوا قردة وخنازير».[171] 128 ـ خلاّس: أنّ عمّاراً قال: في المائدة ثمر من أثمار الجنّة، فأخذ عليهم فيها ألاّ تخونوا، ولا تخبّئوا، ولا تدّخروا لغد. قال: فخانوا فيها وادّخروا لغد، فبلغنا أنّهم خرجوا خنازير.[172] 129 ـ سلمان في المائدة التي أنزلها الله على عيسى، قال: لمّا سأل الحواريون عيسى، وذلك أنّهم حين سألوه نريد أن نأكل منها، وتطمئن قلوبنا للذي رأينا من العجائب، ونكون عليها من الشاهدين. قال: فقام عيسى، فألقى عنه الصوف، ولبس جبّة من شعر ولحافاً من شعر، ثمّ وضع يمينه على شماله، وصفّ قدميه، وألصق كعب قدمه مع الآخر، وسوّى بين إبهاميه، وطأطأ رأسه خاشعاً لله، وأرسل عينيه بالبكاء حتّى سالت الدموع على لحيته وصدره، وهو يدعو الله ويتضرّع، ثمّ قال: (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا ِلأَوَّلِنَا