ومكانة مشروعه الشريف. وبعد أن عرض مشروعه على المركز العلمي التابع للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، نهض ـ كدأبه ـ متفائلا من مستقبل هذا العمل الثقافي العلمي المبارك، بعدما وجده يصبّ في أهداف المجمع الأغرّ، ويزيد من تماسك وحدة المسلمين، والوشائج التي تربط بعضهم البعض. كما ويساهم في تثبيت المودّة مع الأديان الأُخر للعيش في ظلّ السلام والاحترام المتبادل، خاصةً في الدول الإسلامية التي تأوي جاليات مسيحية، وبالعكس: الدول المسيحية التي تضمّ جاليات مسلمة، ففي ظلّ السلام والاحترام المتبادل تتقدّم الأمم وتتطوّر، وتنمو نموّاً سليماً، من خلال تبادل الخبرات، والتعاون المثمر. ومن هنا قام المركز العلمي بتوجيه اهتمامه نحو هذا المشروع ومدّ يد العون للقائم به، فأوعز إلى قسم علوم القرآن والحديث ـ بكلّ كوادره وإمكانياته ـ بتسخير خبرته وتعاونه من أجل تحقيق وتنظيم أبوابه وفصوله ليكتسب جمالا ورونقاً فوق جماله ورونقه، ثم متابعة نصوصه وتخريجاته بما يتناسب وأسلوب الطباعة الحديثة، فخرج كتاباً بحلّته الجديدة، لينضمّ إلى سلسلة الأحاديث المشتركة التي يعتني بنظمها مركزنا الأغرّ، وبإشراف سماحة آية الله الشيخ محمد علي التسخيري حفظه الله، وليشكّل حلقةً أُخرى من حلقات السلسلة الذهبية التي يسعى المجمع العالمي المبارك إلى تقديمه إلى المسلمين جميعاً كعنوان للمحبّة والتقدير. وفي الوقت الذي نثمّن جهود المؤلّف في هذا المضمار، ومساعي قسم علوم القرآن والحديث التابع لمركزنا في تقديم الأفضل، وتعاون الإخوة الذين ساهموا في إنجاز هذا الكتاب حتّى خرج بحلّته القشيبة، فإنّنا نهيب بأصحاب الأقلام المخلصة إلى أن يقدموا على المشاركة في تصعيد الوحدة بين المسلمين، ونبذ الخلاف والفرقة بينهم، من أجل مستقبل ينعم فيه أجيال المسلمين بالوئام والطمأنينة، من خلال تقديم أعمالهم ومؤلّفاتهم الثقافية التي تصبّ في أهداف ومصلحة التقريب بين المذاهب الإسلامية. والله هو الموفّق والمعين. مركز التحقيقات والدراسات العلمية التابع للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية