عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من لا يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم، ومن لم يصبح ويمس ناصحاً لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم»[678]. عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من يضمن لي خمساً أضمن له الجنة: (1) النصيحة لله عزوجل (2) والنصيحة لرسوله (3) والنصيحة لكتاب الله (4) والنصيحة لدين الله (5) والنصيحة لجماعة المسلمين»[679]. والنصيحة لله وللرسول ولكتاب الله هو البعد الاعتقادي في هذا المفهوم، والنصيحة لأئمة المسلمين هو البعد السياسي للمفهوم، والنصيحة لجماعة المسلمين هو البعد الاجتماعي والسياسي للمفهوم. فقد استحدث الإسلام مفاهيم وتصوّرات، واستحدث لها مصطلحات، وربط بها التصوّر الإسلامي الشامل للعقيدة والسياسة والمجتمع، فلا نستطيع أن نأخذ صورةً متكاملةً عن العقيدة والسياسة والمجتمع إلاّ من خلال هذه العناصر جميعاً، ومن هذه المصطلحات والمفاهيم مصطلح «النصيحة». وسوف نجد فيما يأتي إن شاء الله جوانب من هذا المفهوم في الفكر الإسلامي. العلاقة المتبادلة بين الفرد والعلاقات الاجتماعية إنّ سلامة الإنسان بسلامة خطوط العلاقة والارتباط التي تربطه بالآخرين، وكلّما تكون العلاقة أسلم يكون حال الإنسان أفضل وأسلم، ولذلك فإنّ لشبكة العلاقات التي تربط الفرد بالآخرين أهمية كبيرة في سلامة الإنسان واستقامته وسعادته، حتّى كان من الممكن أن نقيّم الإنسان بعلاقاته وصلاته وارتباطاته. فإذا كانت علاقات الإنسان بالآخرين قائمة على أساس العدل والإنصاف