تطور فكرة الوحدة في الجمهورية الإسلامية الوحدة الإسلامية فكرة صاحبت الثورة الإسلامية منذ أيامها الأولى، وانبثقت من عمق جذورها الفكرية والسياسية والاجتماعية، الأمر الذي انعكس على مرحلة ما بعد الانتصار في صورة إعطاء اكبر ما يمكن من الجهد في مجال السعي لتحقيق الوحدة بين المسلمين، وتحويل الشعارات إلى واقع حي متحرك بزخم وفاعلية كبيرين وخطوات عملية متلاحقة. ففي البدء، أعلنت الفترة الواقعة بين (12 ـ 17 ربيع الأول) من كل عام هجري أسبوعاً للوحدة الإسلامية، يحتفل فيها المسلمون بذكرى الميلاد النبوي الشريف، ويعيشون الوحدة الإسلامية فكرياً وروحياً همّاً عميقاً يملك عليهم أبعاد وجودهم. فالنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) هو المؤسس لهذه الأُمة، ومن الطبيعي ان يستذكر المسلمون وحدتهم عند ذكرى ولادته (صلى الله عليه وآله وسلم)، خلافاً لما كان عليه الحال قبل الثورة الإسلامية حيث كان اختلاف المؤرخين في تحديد يوم ولادة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بين الثاني عشر والسابع عشر من شهر ربيع الأول مظهراً من مظاهر الاختلاف بين المسلمين (السنّة والشيعة). وضرورات الوحدة الإسلامية جعلتها تتصدر أولويات هموم المسلمين، وتفرض نفسها أساساً لإعادة بنائهم الذي صدّعته الخلافات الفكرية والعقيدية وما أفرزته من اجتهادات متباينة. إلاّ ان الوحدة باعتبارها مشروعاً لا يمكن ان تتحقق مصداقيتها على أرض الواقع ما لم تتوافر على آلية متقنة وأدوات فاعلة، إضافة إلى أجراء مراجعة تفصيلية لبعض مقولات المذاهب الإسلامية، وإعادة النظر في بعض فواصل نظامهم المعرفي، ومن هذا المنطلق باتت مؤتمرات الوحدة الإسلامية تسير بهذا الاتجاه، حيث أخذت تطرح محاور فكرية تعالج إشكاليات مذهبية مستعصية من خلال دراسات تفصيلية وشاملة، فقد سلط المؤتمر العالمي الثامن للوحدة الإسلامية ـ مثلاً ـ الضوء على ثلاثة محاور مهمة هي: