الدرس الأول: الإيمان بالواقعية ومبدأ العلّيّة لا يستلزم الإيمان بالماديّة التاريخيّة لماذا هذا البحث؟ لقد ولّى عصر التقليد، والشعارات الفارغة والتمويه على الجماهير إلى غير رجعة، وحلّ عصر العلم والتفكير المنطقي السليم والاستدلال المُقنع للعقل والوجدان... ولما كنّا في سبيل البحث عن الحقيقة... ولمّا كانت هناك أمامنا مبادئ مختلفة تعرض نظماً يدعي الكل منها إنّه يستطيع أن يسعد الإنسان، ويوصله إلى مراقي الكمال، لذا وجب علينا أن نبحث مدَّعى كل مبدأ ونظام ثم نبحث عن الأدلّة التي يقدّمها والمثبتات المنطقيّة التي يقيمها على دعواه... فإن تمّت بلا وهن وضعف أخذنا بها وعملنا لها... أمّا إذا لم تتم كان لنا الحق كل الحق في رفضها وعدم الالتزام بها وما يستحق البحث من النظم المطروحة اليوم هو ثلاثة نظم هي: (الماركسيّة، الرأسماليّة، الإسلام) وها نحن نبدأ البحث مع الماركسيّة أولا في ضمن دروس مسلسلة تبتني على أساس الإيجاز والوضوح والاكتفاء ببعض الأدلّة المقنعة وصولا للغرض من أقرب طريق ممكن. الماركسيّة قاعدة علميّة ومذهب عملي: الماركسيّة في المجال العلمي تعني الماديّة التاريخيّة التي سيأتي شرحها وفي المجال العملي