المذهبي تعني ما تطلق عليه هي اسم (المرحلة الاشتراكية) و(المرحلة الشيوعيّة). والربط بين الاثنين هو أنّ الماركسيّة ادّعت إنّها اكتشفت القوانين العلميّة التي تتحكّم في التاريخ الإنساني ككل ومن خلال تلك القوانين اكتشفت النظام المحتوم لكل مرحلة تاريخيّة من حياة الإنسان المتطوّرة. وعلى أساس هذه القاعدة العلميّة المزعومة تبنّت المذهب الماركسي ووضعت خطوطه العامة([10]). فلأجل أن نحدّد موقفنا من المذهب الماركسي يجب أن نحدّد موقفنا أولا من أساسه العلمي وهو «الماديّة التاريخيّة». فإذا أثبتت لدينا «الماديّة التاريخيّة» علميَّتها أصبحت هي المقياس العام الذي تُقاس عليه صحّة أي مذهب اجتماعي. أمّا إذا فشلت في أداء مهمّتها العلميّة فمن الطبيعي أن ينهار المذهب الماركسي المبتني عليها وهذا ما سنثبته في ما سيأتي. الماديّة التاريخيّة من نظريّات العامل الواحد: حاول الكثير من الكتّاب أن يفرطوا في تأثير بعض العوامل في التاريخ الإنساني ويجعلوا ذلك البعض العامل الوحيد المؤثّر فيه ويمكننا أن نطبّق ذلك على من قالوا بأنّ الجنس وما ينطوي عليه من قوى وإبداع هو مبعث كل مظاهر الحياة الاجتماعية، كما إنّه ينطبق على من قالوا بأنّ العامل الجغرافي أو الطبيعي هو أساس تاريخ الإنسان. وآخر تلك المحاولات ما شاهدناه من الماديّة التاريخيّة التي أرادت أن ترجع كل التطوّرات التاريخيّة إلى العامل الاقتصادي وحسب. وكل هذه المحاولات لا تتّفق مع الواقع ولا يقرّها الإسلام لعدم واقعيّتها وقد نوفّق لعرض