المجال الاجتماعي، خلال تاريخه الطويل». فنحن إذن في هذه المرحلة سندرس عمومية المادية التاريخية وشمولها وهل إن ذلك أمر واقعي أم هو مجرد افتراض لا دليل عليه؟ وقبل كل شيء يجب أن نتساءل؟ ما هو الدليل على المادية التاريخية وعمومها؟ وعندما نتوجه بهذا التساؤل إلى الماركسيين لا نستطيع أن نجد منهم إجابات محددة، واضحة، وإنّما نجد أمامنا كتباً كثيرة تفقد ـ أغلبها ـ صفة الإجابة المحددة وإنّما تحاول أن تعطي جوابها بشكل غامض وغير كامل وتقدمه في عبارات ضخمة الوقع ولكنها جوفاء من حيث المعنى. ولكننا بعد دراسة الكثير من تلك الكتب نستطيع أن نلخص الأدلة التي تستند إليها في ما يلي: أ ـ الدليل الفلسفي. ب ـ الدليل النفسي. ج ـ الدليل العلمي. وسنحاول في هذا الفصل ملاحظة الدليل الفلسفي وتحليله ومعرفة مدى قدرته على النهوض بمهمة إثبات التفسير الماركسي للتاريخ. ماذا نعني بالدليل الفلسفي: إننا نقصد به الدليل الذي يعتمد على التحليل العقلي الفلسفي المجرد للمشكلة دون أن يلاحظ نتائج التجارب والملاحظات التاريخية المختلفة بشكل مباشر. ما هو الدليل الفلسفي على المادية التاريخية؟ يمكن أن يلخص مراحل الدليل كما توحي به المؤلفات الماركسية وخصوصاً كتاب (فلسفة التاريخ) للكاتب الماركسي الكبير بليخانوف في ما يلي: أ ـ لأريب في أن مبدأ العلية مبدأ عام شامل لكل النواحي في العالم، فكل حادثة أو جديد يدفعنا للتساؤل عن علته.