فمنذ انتصار الصناعة الكبرى لم يعد خافياً على أحد في انجلترا أن النضال السياسي (العمل في المجال السياسي) كله يدور فيها حول طموح طبقتين إلى السلطة وهما: الأستقراطية العقارية (طبقة مالكي العقارات والأراضي المتنفذين) والبورجوازية (طبقة أصحاب وسائل الإنتاج الصناعي)([24]). وقد رأينا في هذا النص: 1ـ أن انجلز يؤكد على أن فترات التاريخ السابق على فترة معينة من تاريخ أوروبا أو انجلترا، غامضة مبهمة لا يمكن استفادة شيء منها. 2ـ ومع ذلك فهو يعتمد على ملاحظة الوضع الاجتماعي لهذه الفترة المعينة لتحصيل اليقين العلمي بأن العامل الاقتصادي هو المحرك الأساسي في التاريخ الإنساني كله. والانتقاد الموجه هنا هو أن هذا بعيد جداً عن المنطق العلمي، فإن سيطرة عامل معين على مجتمع في فترة معينة لا تكفي لأن تكون دليلا على سيطرته الرئيسة في كل أدوار التاريخ، فقد يكون لهذه السيطرة أسبابها وعواملها الخاصة. ملاحظة الصراع بين جماعتين والحكم الكوني العام: ويقول انجلز: في كلام له يعتذر فيه عن بعض الأخطاء التي وقع فيها لأنه طبق قوانين الديالكتيك على غير المجتمع. وغني عن البيان، بأنني قد عمدت إلى سرد «عرض» المواضيع في الرياضيات والعلوم الطبيعية سرداً عاجلا وملخصاً بغية أن أطمئن ـ تفصيلا إلى ما لم أكن في شك منه ـ بصورة عامة!! إلى أن نفس القوانين الديالكتيكية للحركة التي تسيطر على العفوية (الصدفة) الظاهرة للحوادث في التاريخ، تشق طريقها (تعمل) في الطبيعة «أيضاً»([25]). والآن لنجمع بين هذا النص والنص السابق لانجلز فإننا سنجد أن هذا المفكر الماركسي الكبير يقوم بالخطوات التالية: