أ ـ يلاحظ مشهداً تاريخياً واحداً لمجتمع خاص في فترة محدودة، ويجد أنه يكشف عن صراع طبقتين. ب ـ وعليه يستنتج أن التاريخ كله يقوم على أساس الصراع بين المتناقضات. ج ـ ثم يستنتج من ذلك أن نفس قوانين الصراع تعمل أيضاً في كل مجالات الكون الأُخرى، وبتعبير آخر يستنتج أن الكون يقوم على أساس الصراع بين مختلف التناقضات الداخلية. إن المرء ليعجب وهو يرى أمثال هذه الاستدلالات من انخداع الكثيرين ممن يدعون لأنفسهم التركيز الكامل على الدليل التجريبي الدقيقي وتصديقهم بالصفة العلمية التي أدعتها الماركسية لنفسها. وهكذا نستنتج من هذا البحث ومما قبله أن الأدلة التي أقامتها الماركسية ـ سواء كانت فلسفية أو سيكولوجية أو تجريبية ـ لا تتجاوز الافتراض المحض الذي لم يقترن به ما يثبته ويبطل الافتراضات الأُخرى. وسنعالج في الفصول المقبلة موضوع «المقياس الأعلى» الذي تقاس به صحة النظرة وبطلانها إن شاء الله.