«فمن المهم ـ إذن ـ أن نفهم معنى وحدة النظرية والتطبيق، ومعنى ذلك: أن من يهمل النظرية يقع في فلسفة الممارسة فيسلك كما يسلك الأعمى، ويتخبط في الظلام، أما ذلك الذي يهمل التطبيق فيقع في الجمود المذهبي»([27]). فإذا كان التطبيق هو المقياس وجب علينا أن نلاحظ مدى نجاح المادية التاريخية في التطبيق. التطبيق... والمادية التاريخية: ويجب أن نلاحظ أن الماركسيين لا يمكنهم أن يدعوا تطبيق نظرية المادية التاريخية بكل تفاصيلها ومراحلها، لأن قسماً من هذه المراحل يتعلق بقوانين تختص بمجتمعات منقرضة وليس لها وجود خارجي حتى تطبق الماركسية عليها نظريتها. وما قامت الماركسية بتطبيقه يختص بمرحلة تحويل المجتمع الرأسمالي إلى مجتمع اشتراكي فقط. ولكن هل نجحت الماركسية في تطبيق النظرية بالنسبة إلى هذا الجزء؟ إن الواقع يكذب ذلك تماماً. ولتوضيح ذلك... علينا أن نقسم البلاد الاشتراكية إلى قسمين وسنجد أن التطبيق في كلا القسمين كان يكذب النظرية الماركسية. فالقسم الأول هو: البلاد الاشتراكية التي أجبرت على اتباع النظام الاشتراكي بقوة الجيش الروسي «الجيش الأحمر»، وذلك من مثل بولونيا وتشيكوسلوفاكيا([28]) والمجر. وفي هذا القسم نجد أن الثورة لم تك نتيجة للتناقضات الداخلية في المجتمع ـ كما تعرضه المادية التاريخية ـ وإنّما كانت مفروضة على المجتمع من الخارج بواسطة الحرب الأجنبية، والغزو العسكري المسلح. وأوضح مثال على ما نقوله ألمانيا: