الدرس العاشر تطور الفكر الديني في مجال معرفة قدرة الماركسية على استيعاب وتفسير كل الظواهر التاريخية، قلنا: أن هناك عقبات كثيرة تقف في وجه هذا التفسير المستوعب... وقد ذكرنا منها ـ أولا ـ قضية تطور القوى المنتجة ورأينا فشل التفسير الماركسي لها. وها نحن نتعرض ـ في هذا الفصل ـ إلى قضية خطيرة أُخرى هي مسألة «تطور الفكر». فقد ادعت الماركسية في نظريتها «المادية التاريخية» أن كل أنواع الحياة الفكرية المختلفة ـ ومهما تصورنا أنها بعيدة عن المجال الاقتصادي ـ ترجع في النهاية إلى نوعية «الوضع الاقتصادي» و«القوى المنتجة» وأن الذي يحدد نوعية أية فكرة عند الإنسان هو نوعية الوضع الاقتصادي. وهذا ادعاء خطير له آثاره الكبرى في مجال «نظرية المعرفة» وتحديد مدى كشف المعارف الإنسانية عن الواقع الخارجي وغير ذلك. ولذا فإنه يجب أن يناقش على صعيدين: فلسفي، وتاريخي. أما على الصعيد الفلسفي: فإن مجال البحث فيه واسع جداً لا يتسع له هذا الكراس، ولعله يمكننا بعد ذلك أن نتعرض إليه في بحوث أُخرى... ولكن يكفي أن نشير هنا إلى نقطة هامة بالإجمال وهي: أن هذا التفسير الماركسي للفكر لو تم فإنه ينتج نتائج هامة خطيرة، وأخطرها لزوم الشك في