الدرس الثاني عشر نمو الفكر العلمي يكذب المادية التاريخية عرفنا من قبل فشل الماركسية في ادعائها الاستيعاب لنظريتها (المادية التاريخية) حيث كذبها تاريخ تطور الفكر الفلسفي. وها نحن نجد تاريخ نمو الفكر العلمي أيضاً يؤكد لنا زيف هذا الاستيعاب. فإن الماركسية كعادتها تربط تطور العلوم بنوعية الظروف الاقتصادية تماماً كما تربط به كل أنماط الحركة الاجتماعية. فيرى (روجيه غارودي) أن المستوى التكنيكي لوسائل الإنتاج هو الذي يضع أمام العلم قضايا ويحتم عليه حلها مما يطور الفكر العلمي. وبهذا يفسر (غارودي) كيف أن اكتشافاً واحداً قد يتوصل إليه عدة علماء في آن واحد كما اكتشف كل من (كارنو) الفرنسي و(جول) الانجليزي و(ماير) الألماني في وقت واحد قانون التعادل بين الحرارة والعمل. فتطور القوى المنتجة يقدم القضايا بين يدي العلم كما يهيئ له أدوات البحث التي يستخدمها([43]). والآن ما هي الملاحظات التي نكتشف من خلالها بطلان هذا الادعاء؟. الملاحظة الأولى: وحدة المستوى الاقتصادي واختلاف المستوى العلمي: فإن المجتمعات التي سبقت العصر الحديث كانت متقاربة في وسائل الإنتاج وأساليبه حيث