الدرس الرابع عشر الشيوعية البدائية; وجودها، علاقاتها، نقيضها في الفصول الماضية ناقشنا نظرية المادية التاريخية على ضوء أسسها الفلسفية ثم انتقلنا لمناقشة استيعاب النظرية لكل الظواهر الاجتماعية ونحاول فيما يلي دراسة تفصيلات النظرية إذ تدعى أن الإنسانية مرت أولا بمرحلة الشيوعية البدائية ثم بالنظام العبودي فالإقطاعي فالرأسمالي فالاشتراكي حيث يأذن التاريخ بالسير نحو المجتمع الشيوعي المأمول!! وكل نظام من هذه النظم كان يحمل نقيضه في أعماقه وينمو النقيض وبعد صراع طويل يقضي على النظام ويحل نظاماً آخر محله. فهل تم كل هذا في التاريخ؟ وجود المجتمع الشيوعي البدائي: من الطبيعي أن يثور سؤال علمي عن مرور البشرية بهذا الدور حقاً ما دمنا نتكلم عن الإنسانية قبل عصور التاريخ المأثور. وقد أجابت الماركسية عليه بأن اعتبرت بعض المجتمعات المتأخرة الموجودة في هذا العصر شبيهة بالمجتمعات القديمة، وإذا كانت الشيوعية هي التي تتحكم في هذه المجتمعات في نظرها فلابد أن تكون هي النظام السائد في المجتمعات القديمة كلها. وهنا نقول: إن الماركسية اعتمدت في معلوماتها عن المجتمعات المتأخرة الحاضرة على أقوال بعض من