الرعد 21 23 العباد وهو تعميم بعد تخصيص وفيه تأكيد للإستمرار المفهوم من صيغة المستقبل والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل من الرحم وموالاة المؤمنين والإيمان بجميع الأنبياء المجمعين على الحق من غير تفريق بين أحد منهم ويندرج فيه مراعاة جميع حقوق الناس بل حقوق كل ما يتعلق بهم من الهر والدجاج ويخشون ربهم خشية جلال وهيبة ورهبة فلا يعصونه فيما أمر به ويخافون سوء العذاب فيحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا وفيه دلالة على كمال فظاعته حسبما ذكر فيما قبل والذين صبروا على كل ما تكرهه النفس من الأفعال والتروك ابتغاء وجه ربهم طلبا لرضاه خاصة من غير أن ينظر إلى جانب الخلق رياء وسمعة ولا إلى جانب النفس زينة وعجبا وحيث كان الصبر على الوجه المذكور ملاك الأمر في كل ما ذكر من الصلات السابقة واللاحقة أورد على صيغة الماضي اعتناء بشأنه ودلالة على وجوب تحققه فإن ذلك مما لا بد منه إما في نفس الصلات كما فيما عدا الأولى والرابعة والخامسة أو في إظهار أحكامها كما في الصلات الثلاث المذكورات فإنها وإن استغنت عن الصبر في أنفسها حيث لا مشقة على النفس في الإعتراف بالربوبية والخشية والخوف لكن إظهار أحكامها والجرى على موجبها غير خال عن الإحتياج إليه وأقاموا الصلاة المفروضة وانفقوا مما رزقناهم أي بعضه الذي يجب عليهم إنفاقه سرا لمن لم يعرف بالمال أو لمن لا يتهم بترك الزكاة أو عند إنفاقه وإعطائه من تمنعه المروءة من أخذه ظاهرا وعلانية لمن لم يكن كما ذكر أو الأول في التطوع والثاني في الفرض ويدرءون بالحسنة أي يجازون الإساءة بالإحسان أو يتبعون الحسنة السيئة فنمحوها عن أبي عباس Bهما يدفعون بالحسن من الكلام ما يرد عليهم من سيء غيرهم وعن الحسن إذا حرموا أعطوا وإذا ظلموا عفوا وإذا قطعوا وصلوا وعن ابن كيسان إذا أذنبوا تابوا وقيل إذا رأوا منكرا أمروا بتغييره وتقديم المجرور على المنصوب لإظهار كما العناية بالحسنة أولئك المنعوتون بالنعوت الجليلة والملكات الجميلة وهو مبتدأ خبره الجملة الظرفية أعنى قوله تعالى لهم عقبى الدار أي عاقبة الدنيا وما ينبغي أن يكون مآل أمر أهلها وهي الجنة وقيل الجار والمجرور خبر لأولئك وعقبى الدار فاعل الاستقرار وأياما كان فليس فيه قصر حتى يرد أن بعض ما في الصلة ليس من العزائم التي يخل إخلالها بالموصول إلى حسن العاقبة والجملة خبر للموصولات المتعاطفة أو استئناف لبيان ما استوجبه بتلك الصفات أن جعلت الموصولات المتعاطفة صفات لأولي الألباب على طريقة المدح من غير أن يقصد أن يكون للصلات المذكورة مدخل في التذكر جنات عدن بدل من عقبى الدار أو مبتدأ