البقرة 94 - 93 .
بها بعد قصة العجل .
ثم أتخذتم العجل أي إلها .
من بعده أي من بعد مجيئة بها وقيل من بعد ذهابه إلى الطور فتكون التورارة حينئذ من جملة البينات وثم للتراخي في الرتبة والدلالة على نهاية قبح ما صنعوا .
وأنتم ظالمون حال من ضمير اتخذتم بمعنى اتخذتم العجل ظالمين بعبادته واضعين لها في غير موضعها أو بإخلال بحقوق آيات الله تعالى أو غير اعتراض أي وأنتم قوم عادتكم الظلم .
وإذ أخذنا ميثاقكم توبيخ من جهة الله تعالى وتكذيب لهم في ادعائهم إلإيمان بما أنزل عليهم بتذكير جناياتهم الناطقة بكذبهم أي واذكروا حين أخذنا ميثاقكم .
ورفعنا فوقكم الطور قائلين .
خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا أي خذوا بما أمرتم به في التوراة واسمعوا ما فيها سمع طاعة وقبول .
قالوا استئناف مبنى على سؤال سائل كأنه قيل فماذا قالوا فقيل قالوا .
سمعنا قولك .
وعصينا امرك فإذا قابل أسلافهم مثل ذلك الخطاب المؤكد مع مشاهدتهم مثل تلك المعجزة الباهرة بمثل هذه العظيمة الشنعاء وكفروا بما في تضاعيف التوبة فكيف يتصور من أخلافهم الإيمان بما فيها .
وأشربوا في قلوبهم العجل على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه للمبالغة أي تداخلهم حبة ورسخ في قلوبهم صورته لفرط شغفهم به وحرصهم على عبادته كما يتداخل الصبغ الثوب والشراب أعماق البدن وفي قلوبهم بيان لمكان الإشراب كما في قوله تعالى إنما يأكلون في بطونهم نارا والجملة حال من ضمير قالوا بتقديم قد .
بكفرهم بسبب كفرهم السابق الموجب لذلك قيل كانوا مجسمة او حلولية ولم يروا جسما أعجب منه فتمكن في قلوبهم ما سول لهم السامري .
قل توبيخا لحاضري اليهود إثر ما تبين من أحوال رؤسائهم الذين بهم يقتدون في كل ما يأتون وما يذرون .
بئسما يأمركم به إيمانكم بما أنزل عليكم من التوراة حسبما تدعون والمخصوص بالذم محذوف أي ما ذكر من قولهم سمعنا وعصينا وعبادتهم العجل وفي إسناد الأمر إلى الإيمان تهكم بهم وإضافة الإيمان إليهم للإيذان بأنه ليس بإيمان حقيقة كما ينبئ عنه قوله تعالى .
إن كنتم كؤمنين فإنه قدح في دعواهم الإيمان بما أنزل عليهم من التزراة وإبطال لها وتقريره إن كنتم مؤمنين بها عاملين فيما ذكر من القول والعمل بما فيها فبئسما يامركم به إيمانكم بها وإذ لايسوغ الإيمان بها مثل تلك القبائح فلستم بمؤمنين بها قطعا وجواب الشرط كما ترى محذوف لدلالة ما سبق عليه .
قل كرر الأمر مع قرب العهد بالأمر السابق لما أنه أمر بتبكيتهم وإظهار كذبهم في فن آخر من أباطيلهم لكنه لم يحك عنهم قبل الأمر بإبطاله بل اكتفى بالإشارة إليه في تضاعيف الكلام حيث قيل .
إن كانت لكم الدار الآخرة أي الجنة أو نعيم الدار