البقرة 112 .
والتحريف على وجهها بل أنفسهم على ماهم عليه لأنهم انما يقولونه لإضلال المؤمنين وردهم الى الكفر والهود جمع هائد كعوذ جمع عائذ وبزل جمع بازل والافراد في كان باعتبار لفظ من والجمع في خبره باعتبار معناه وقرئ الا من كان يهوديا أو نصرانيا .
تلك أمانيهم الاماني جميع أمنية وهي ما يتمنى كالأعجوبة والأضحوكة والجملة معترضة مبنية لبطلان ما قالوا وتلك اشارة اليه والجمع باعتبار صدوره عن الجميع وقيل فيه حذف مضاف أي أمثال تلك الامنية أمانيهم وقيل تلك اشارة اليه والى ما قبله من أن لا ينزل على المؤمنين خير من ربهم وأن يردهم كفارا ويرده قوله تعالى .
قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين فإنهما ليسا مما يطلب له البرهان ولا مما يحتمل الصدق والكذب قيل هاتوا أصله آتوا قلبت الهمزة هاء أي أحضروا حجتكم على اختصاصكم بدخول الجنة ان كنتم صادقين في دعواكم هذا ما يقتضيه المقام بحسب النظر الجليل والذي يستدعيه اعجاز التنزيل ان يحمل الامر التبكيتي على طلب البرهان على أصل الدخول الذي يتضمنه دعوى الاختصاص به فإن قوله تعالى .
بلى الخ اثبات من جهته تعالى لما نفوه مستلزم لنفي ما أثبتوه واذ ليس الثابت به مجرد دخول غيرهم الجنة ولو معهم ليكون المنفي مجرد اختصاصهم به مع بقاء أصل الدخول على حاله بل هو اختصاص غيرهم بالدخول كما ستعرفه بإذن الله تعالى ظهر أن المنفي اصل دخولهم ومن ضرورته أن يكون هو الذي كلفوا اقامة البرهان عليه لا اختصاصهم به ليتحد مورد الاثبات والنفي وانما عدل عن ابطال ما ادعوه وسلك هذا المسلك ابانة لغاية حرمانهم مما علقوا به اطماعهم واظهار لكمال عجزهم عن اثبات مدعاهم لأن حرمانهم من الاختصاص بالدخول وعجزهم عن اقامة البرهان عليه لا يقتضيان حرمانهم من اصل الدخول وعجزهم عن اثباته واما نفس الدخول فحيث ثبت حرمانهم منه وعجزهم عن اثباته فهم من الاختصاص به أبعد وعن اثباته اعجز وانما الفائز به من انتظمه قوله سبحانه .
من اسلم وجهه لله أي اخلص نفسه له تعالى لا يشرك به شيئا عبر عنها بالوجه لأنه أشرف الاعضاء ومجمع المشاعر وموضع السجود ومظهر آثار الخضوع الذي هو من أخص خصائص الاخلاص أو توجهه وقصده بحبث لا يلوي عزيمته الى شيء غيره .
وهو محسن حال من ضمير أسلم أي والحال أنه محسن في جميع اعماله التي من جملتها الاسلام المذكور وحقيقة الاحسان الاتيان بالعمل على الوجه اللائق وهو حسنه الوصفي التابع لحسنه الذاتي وقد فسره بقوله أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
فله أجره الذي وعده له على عمله وهو عبارة عن دخول الجنة أو عما يدخل هو فيه دخولا أوليا واياما كان فتصويره بصورة الاجر للإيذان بقوة ارتباطه بالعمل واستحالة نيله بدونه وقوله تعالى .
عند ربه حال من أجره والعامل فيه معنى الاستقرار في الظرف والعندية للتشريف ووضع اسم الرب مضافا الى ضمير من اسلم موضع ضمير الجلالة لإظهار مزيد اللطف به وتقرير مضمون الجملة أي فله أجره