طه 113 115 هضما ولا كسرا منه ينقص أو لا يخاف جزاء ظلم وهضم إذا لم يصدر عنه ظلم ولا هضم حتى يخافهما وقرئ فلا يخف على النهي وكذلك عطف على كذلك نقص وذلك إشارة إلى إنزال ما سبق من الآيات المتضمنة للوعيد المنبثة عما سيقع من أحوال القيامة وأهوالها أي مثل ذلك الإنزال أنزلناه اي القرآن كله وإضماره من غير سبق ذكره للإيذان بنباهة شأنه وكونه مركوزا في العقول حاضرا في الأذهان قرآنا عربيا ليفهمه العرب ويقفوا على ما فيه من النظم المعجز الدال على كونه خارجا عن طوق البشر نازلا من عند خلاق القوى والقدر وصرفنا فيه من الوعيد اي كررنا فيه بعض الوعيد أو بعضا من الوعيد حسبما أشير إليه آنفا لعلهم يتقون أي كي يتقو الكفر والمعاصي بالفعل أو يحدث لهم ذكرا اتعاظا واعتبارا مؤديا بالآخرة إلى الاتقاء فتعالى الله استعظام له تعالى ولشئونه التي يصرف عليها عباده من الأوامر والنواهي والوعد والوعيد وغير ذلك اي ارتفع بذاته وتنزه عن مماثلة المخلوقين في ذاته وصفاته وأفعاله وأحواله الملك النافذ أمره ونهيه الحقيق بأن يرجى وعده ويخشى وعيده الحق في ملكوته وألوهيته لذاته أو الثابت في ذاته وصفاته ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك أي يتم وحيه كان رسول الله A إذا ألقى إليه جبريل عليه السلام الوحي يتبعه عند تلفظ كل حرف وكل كلمة لكمال اعتنائه بالتلقي والحفظ فنهى عن ذلك إثر ذكر الإنزال بطريق الاستطراد لما أن استقرار الألفاظ في الأذهان تابع لاستقرار معانيها فيها وربما يشغل التفظ بكلمة عن سماع ما بعدها وامر باستفاضة العلم واستزادته منه تعالى فقيل وقل أي في نفسك رب زدني علما أي سل الله D زيادة العلم فإنه الموصل إلى طلبتك دون الاستعجال وقيل أنه نهى عن تبليغ ما كان مجملا قبل أن يأتي بيانه وليس بذلك فإن تبليغ المجمل وتلاوته قبل البيان مما لا ريب في صحته ومشروعيته ولقد عهدنا إلى آدم كلام مستانف مسوق لتقرير ما سبق من تصريف الوعيد في القرآن وبيان ان أساس بني آدم على العصيان وعرقه راسخ في النسيان مع ما فيه من إنجاز الموعود في قوله تعالى كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق يقال عهد إليه الملك وعزم عليه وتقدم إليه إذا امره ووصاه والمعهود محذوف يدل عليه ما بعده واللام جواب قسم محذوف أي واقسم أو وبالله أو تالله لقد أمرناه ووصيناه من قبل اي من قبل هذا الزمان فنسي أي العهد ولم يعتن به حتى غفل عنه أو تركه ترك المسي عنه وقرئ فنسي أي نساه الشيطان ولم نجد له عزما