سورة طه الآية 120 123 المحصن أن المفيدة له كأنه قيل إن لك فيها عدم ظمئك على التحقيق فوسوس إليه الشيطان أي أنهى إليه وسوسته أو أسرها إليه قال إما بدل من وسوس أن استئناف وقع وجوابا عن سؤال نشأ منه كأنه قيل فماذا قال في وسوسته فقيل قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد أي شجرة من أكل منها خلد ولم يمت أصلا سواء كان على حاله أو بأن يكون ملكا لقوله تعالى إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وملك لا يبلى أي لا يزول ولا يختل بوجه من الوجوه فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما قال ابن عباس Bهما عريا عن النور الذي كان الله تعالى ألبسهما حتى بدت فروجهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة قد مر تفسيره في سورة الأعراف وعصى آدم ربه بما ذكر من أكل الشجرة فغوى ضل عن مطلوبه الذي هو الخلود أو عن المأمور به أو عن الرشد حيث اغتر بقول العدو العدو وقرىء فغوى من غوى الفصيل إذا اتخم من اللبن وفي وصفه عليه السلام بالعصيان والغواية مع صغر زلته تعظيم لها وزجر بليغ لأولاده عن أمثالها ثم اجتباه ربه أي اصطفاه وقربه إليه بالجمل على التوبة والتوفيق لها من اجتبى الشيء بمعنى جباه لنفسه أي جمعه كقولك اجتمعته أو من جبى إلى كذا فاجتبيته مثل جليب على العروس فاجتليتها وأصل الكلمة الجمع وفي التعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضميره عليه السلام مزيد تشريف له عليه السلام فتاب عليه أي قبل توبته حين تاب هو وزوجته قائلين ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين وإفراده عليه السلام بالاجتباء وقبول التوبة قد مر وجهه وهدى أي إلى الثبات على التوبة والتمسك بأسباب العصمة قال استئناف مبنى على السؤال نشأ من الإخبار بأنه تعالى قبل توبته وهداه كأنه قيل فماذا أمره تعالى بعد ذلك فقيل قال له ولزوجته اهبطا منها جميعا أي انزلا من الجنة إلى الأرض وقوله تعالى بعضكم لبعض عدو حال من ضمير المخاطب في اهبطا والجمع لما أنهما أصل الذرية ومنشأ الأولاد أي متعادين في أمر المعاش كما علي الناس من التجاذب والتحارب فإما يأتينكم مني هدى من كتاب ورسول فمن اتبع هداي وضع الظاهر موضع المضمر مع الإضافة إلى ضميره تعالى لتشريفه والمبالغة في إيجاب اتباعه فلا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة