سورة الأنبياء 31 33 رواية عطاء وعليه أكثر المفسرين إبن السموات كانت رتقا مستوية صلبة لا تمطر والأرض رتقا لا تنبت ففتق السماء بالمطر والأرض بالنبات فيكون المراد بالسموات السماء الدنيا والجمع باعتبار الآفاق أو السموات جميعا على ان لها مدخلا في الأمطار وعلم الكفرة الرتق والفتق بهذا المعنى مما لا سترة به وأما بالمعانى الاول فهم وإن لم يعلموهما لكنهم متمكنون من علمها إما بطريق النظر والتفكير فغن الفتق عارض مفترق الى مؤثر قديم وإما بالاستفسار من العلماء ومطالعة الكتب وجعلنا من الماء كل شىء حي أى خلقنا من الماء كل حيوان كقوله تعالى والله خلق كل دابة من ماء وذلك لأنه من أعظم مواده أو لفرط احتياجه إليه وانتفاعه به أو صيرنا كل شىء حى من الماء أى بسبب منه لا بد له من ذلك وتقديم المفعول الثانى للاهتمام به لا لمجرد أن المفعولين فى الأصل مبتدأ وخبر وحق الخبر عند كونه ظرفا أن يتقدم على المبتدأ فإن ذلك مصحح محض لامر جح وقرىء حيا على أنه صفة كل أو مفعول ثان والظرف كما في الوجه الاول قدم على المفعول للاهتمام به والتشوق الى المؤخر أفلا يؤمنون إنكار لعدم إيمانهم بالله وحده مع ظهور ما يوجبه حتما من الآيات الآفافية والأنفسية الدالة على تفرده D بالألوهية وعلى كون ما سواه من مخلوقاته مقهورة تحت ملكوته وقدرته والفاء للعطف على مقدر يستدعيه الانكار السابق اى أيعلمون ذلك فلا يؤمنون وجعلنا فى الارض رواسي أى جبالا ثوابت جمع راسية من رسا الشىء .
31 - إذا ثبت ورسخ ووصف جمع المذكر يجمع المؤنث فى غير العقلاء مما لا ريب فى صحته كقوله تعالى أشهر معلومات وأياما معدودات أن تميد بهم أي كراهة أن تتحرك وتضطرب بهم أولئلا تميد بهم بحذف اللام ولا لعدم الالباس وجعلنا فيها أى فى الارض وتكرير الفعل لاختلاف المجعولين ولتوفية مقام الامتنان حقه أو فى الرواسى لأنها المحتاجة الى الطرق فجاجا مسالك واسعة وإنما قدم على قوله تعالى سبلا وهو وصف له ليصير حالا فيفيد انه تعالى حين خلقها كذلك أو ليبدل منها سبلا فيدل ضمنا على أنه تعالى خلقها ووسعها اللسابلة مع ما فيه من التوكيد لعلهم يهتدون أى الى مصالحهم ومهماتهم وجعلنا السماء سقفا محفوظا من الوقوع بقدرتنا القاهرة أو الفساد والانحلال الى الوقت المعلوم .
32 - بمشيئتنا أو من استراق السمع بالشهب وهم عن آياتها الدالة على وحدانيته تعالى وعلمه وحكمته وقدرته وإرادته التى بعضها محسوس وبعضها معلوم بالبحث عنه فى علمى الطبيعة والهيئة معرضون لا يتدبرون فيها فيبقون على ما هم عليه من الكفر والضلال وقوله تعالى وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس .
33 - القمر اللذين هما آيتاهما بيان لبعض تلك الآيات التى هم عنها معرضون بطريق الالتفات الموجب